باشر السلطان المولى الحسن إصلاحات للنهوض بالدولة، غير أن تلك الإصلاحات لم تؤد، حسب مؤرخين، إلا إلى تأخير المد الاستعماري، ولم تكن في النهاية إلا نهجا ترقيعيا.
شهد عهد السلطان المولى الحسن في نظر بعض الباحثين إطلاق مشاريع إصلاحية رائدة، ساهمت في تأخير المد الاستعماري الجاثم أنذاك على رقاب المغرب. بينما اعتبر البعض الآخر أن الأمر لم يتجاوز حدود الترميم والترقيع، طالما أن الخلل كان بنيويا، وهو ما تعكسه الرسائل المخزنية لهذه الفترة التي كانت توصي «بإبقاء الأمور على عوائدها حتى لا يتسع الخرق على الراقع».
عن أسلوب هذا السلطان في الحكم، الذي وسم تجربته، وأهله ليكون من بين السلاطين الأقوياء في تاريخ المغرب، يقول محمد بوجندار الرباطي في ترجمته للسلطان المولى الحسن: «ثم إنه ما لبث بعد أن بويع البيعة العامة أن قام لتدويخ قبائل المغرب من عرب وبربر ففي كل وقت وحين له غزوة لناحية من النواحي لم يهنأ قط من الحركة لتمهيد الأقطار وقمع الثوار، بل كانت حركاته وغزواته في مرائها أشبه شيء بسلسلة متتابعة الحلقات أو كالحلقة المفرغة التي لا يرى أين طرفها، ومع ذلك في عهده تأكدت المواصلة بدول أوربا وعظمت التجارة وكثرت الأموال بين الناس فتأنقوا في المصانع والأبنية وبلغ أهل المغرب في الرفاهية مبلغا لم يبلغه أسلافهم وكانت تلك الأيام على ما فيها من كثرة الغزوات والحركات كلها خيرات ومبرات وبركات (…) إلى أن توفي وبوفاته اتسع الخرق على الراقع».
ولد السلطان المولى الحسن بن محمد بن عبد الرحمان بن هشام، سنة 1832، وبويع له بالملك في مراكش يوم الخميس 11 شتنبر 1873، وتوفي بدار أولاد زيدوح دائرة بني موسى بإقليم بني ملال ليلة الخميس 6 يونيو 1894، وهو عائد من إحدى حركاته الطويلة التي قادته من فاس إلى تافيلالت، ودفن بمدينة الرباط. فبماذا تميز عهده؟ وما هي أهم بصماته على تدبير الحكم بمغرب ما قبل الاستعمار؟ وكيف تفاقمت المشاكل بعد وفاته مباشرة؟
الطيب بياض
تتمة المقال تجدونها في العدد 6 من مجلتكم «زمان»