يستعيد مصطفى المنوزي، رئيس المنتدى المغربي للحقيقة والإنصاف، الأحداث التي هزت مدينة الدار البيضاء يوم 20 يونيو 1981. ويتذكر المنوزي، الذي شارك في تلك الأحداث واعتقل على إثرها، كيف تحولت مظاهرات سلمية ضد الزيادة في أسعار المواد الأساسية إلى مواجهات عنيفة، لم تتردد قوات الأمن في إطلاق الرصاص الحي على المتجمهرين السلميين وغير السلميين، قبل أن تجوب الدبابات شوارع المدينة لفرض «الهدوء»، ثم إطلاق حملة اعتقالات واسعة. كما يذكر أن عائلات دفعت رشاوى حتى لا يشمل الاعتقال أبناءها الذين أصيبوا في المظاهرات.
يف اندلعت أحداث 20 يونيو 1981 في مدينة الدار البيضاء؟
كانت الكونفدرالية الديمقراطية للشغل قد دعت إلى إضراب عام ليوم السبت 20 يونيو 1981، وذلك للاحتجاج على الزيادات الصاروخية في أسعار المواد الأساسية كالزيت والسكر، وكنا كمنضوين تحت لواء شبيبة حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بالدارالبيضاء، رفقة نقابيي الكونفدرالية، قد شاركنا يومي 18 و19 يونيو في توزيع بيان الإضراب بين السكان وعلى الخصوص لدى التجار الصغار والمتوسطين في مختلف الأحياء الشعبية.
وهل تجاوب المعنيون عموما مع الدعوة إلى الإضراب؟
كان التجاوب كبيرا، وعلى الخصوص لدى سائقي الحافلات والتجار ورجال ونساء التعليم، حيث أقفلت الدكاكين فيما كانت محطات النقل العمومي مكتظة لانعدام الحافلات، غير أنه حوالي العاشرة والنصف صباحا من يوم السبت حاول أعوان السلطة إجبار بعض أصحاب الدكاكين في الأحياء الشعبية على فتح محلاتهم، وفي نفس الوقت، بدأت بعض الحافلات تحمل الركاب، قيل آنذاك بأن أغلب سائقيها من موظفي السلطة، ثم سرعان ما توترت الأجواء، وانطلق الأطفال في بداية الأمر بالتجمع التدريجي في الأزقة الرئيسية والشوارع، وبدأت الحافلات تتلقى الحجارة من هنا وهناك حيث تكسرت النوافذ.
وبالموازاة مع ذلك، بدأت الدكاكين تتعرض أقفالها للكسر وتم اقتحام بعضها وبدأت أعمال النهب والسرقة، هذا في أغلب أحياء الدار البيضاء، وكنا نلاحظ بأن بعضا من ذوي السوابق هم من بادروا إلى التخريب والسرقة، في حين كان الأطفال يقلدون وكأنهم يلعبون.
حاوره عمر جاري
الحوار في العدد 8 من «زمان»