كثيرا ما ألصقت صفة القصر بالرجل الاتحادي، قليل الكلام، عبد الواحد الراضي، الذي تحمّل مسؤوليات عديدة داخل حزبه وفي الحكومات السابقة، وكذلك تحت قبة البرلمان التي عمّر بها طويلا، منذ سنة 1963. الراضي يجيب بشكل صريح عن علاقته بالحسن الثاني وعن صفة “رجل القصر”.
يقول الراضي عن علاقته بالقصر: “لا يزعجني هذا الوصف، فحتى عبد الرحيم بوعبيد كان يصفه البعض في فترة معينة بأنه رجل القصر. علاقتي مع القصر كانت لخدمة البلاد وليس لخدمة أية مصالح شخصية. لم يسبق لي، مطلقا، أن سعيت لأي منصب رسمي، دون أن يقترحني الحزب، فالمؤسسة الحزبية تظل هي صاحبة القرار. ولائي طبعا للملك وللوطن، شأني في ذلك شأن جميع المغاربة، لكن ولائي كذلك لقيم الحزب. كنت حريضا طيلة حياتي السياسية على الانضباط لما يقرره الحزب، ولو لم أكن متفقا معه.
كيف يمكن أن أثق في إخواني ويكلفونني بالعديد من المسؤوليات، طيلة عقود لو لم يكن ولائي للحزب ثابتا. أما ما يمكن أن ينعت به هذا الشخص أو ذاك. فيبقى طبيعيا بحكم المنافسات السياسية داخل أي حزب.
جمعتني علاقات إنسانية بالملك الراحل الحسن الثاني، وكنت أبلغ فحوى الاتصالات السياسية لقيادة الحزب بأمانة، كما أنقل رسائل الحزب، إلى الملك بأمانة.
(للتفصيل أكثر، انظر مذكرات الراضي “المغرب الذي عشته”)