يعتبر الفوسفاط أول ثروة طبيعية في المغرب، الذي يوجد على رأس البلدان المصدرة. فما هي القصة الكاملة لظهور الفوسفاط في المغرب؟ ومن هم أول مكتشفيه؟
إن كان هناك من شركة لها رمزية وشهرة في المغرب، فهي المكتب الشريف للفوسفاط “OCP”. فإذا كان البترول هو من يصنع ثروات دول أخرى، فإن الفوسفاط هو من يلعب هذا الدور في المغرب.
فقد جعل استخراج هذه المعدن الخام من المغرب قوة عالمية كبرى منذ بداية عملية الاستغلال سنة 1921، رغم ما واجهه من صعوبات في البداية. بل يمكن القول إن المغرب قد يكون القوة الأولى في هذا المنتوج الذي تزداد أهميته كل سنة بسبب ازدياد معدل النمو الديمغرافي في العالم.
أولئك الذين قاموا باكتشاف واستخراج وتدبير إنتاج الفوسفاط لم تذكر أسماؤهم كثيرا في التاريخ. مع ذلك يبرز اسم ألفريد بوجي، كأول مدير للمكتب الشريف للفوسفاط، والذي يظهر أن ذاكرته قد محيت بشكل جزئي بعد استقلال المغرب. عموما، فإن أولئك الذي كانوا وراء اكتشاف الفوسفاط قبل أو أثناء السنوات الأولى للحماية طالهم النسيان، وقد يكون ذلك مفهوما نسبيا إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن هؤلاء الذي اكتشفوا هذا المعدن النفيس كانوا أجانب ينتمون إلى مشروع كولونيالي يهدف إلى الاستحواذ على ثروات الآخرين.
يحكي التاريخ الرسمي أن أولى المهمات الجدية للتنقيب عن المعدن قد بدأت سنة 1905 عن طريق الفرنسيين، وتحديدا الجيولوجيين الثلاثة: أبيل بريفيس، لويس جونتي وبول ليموان. رغم أن الاهتمام بدأ قبل ذلك بوقت طويل، وذلك مع الكطلاني دومينغو بادي ليبليش- تحت اسم عربي مختلق هو علي باي- الذي دون ملاحظات ما بين سنتي 1803 و1805 حول الطبيعة الجيولوجية للمغرب ورسم خرائط اعتمد عليها بعد ذلك مكتشفون لاحقون في القرن التاسع عشر.
عدنان السبتي
تتمة الملف تجدونها في العدد 61 من مجلتكم «زمان»