شكلت القبيلة قاعدة التنظيم الاجتماعي في البوادي المغربية، خلال العصر الوسيط، وقامت فيه بأدوار اجتماعية واقتصادية وسياسية ليس أقلها انبثاق الدولة من رحمها.
تتحدد الجماعة القبلية على أساس علاقات القرابة المعبر عنها بروابط العصبية، فعادة ما اعتمد التنظيم القبلي في المغرب الأقصى، خلال العصر الوسيط، على تسلسل بنيوي، يتكون في القاعدة من الخلية الأولى وهي الأسرة، تأتي بعدها العشيرة المشتملة على عدد من الأسر المنتمية إلى جد واحد، وترتبط برابطة القرابة الوشيجة، ثم يرتقي التسلسل إلى “إخص” أو “إخصان” أو البطن الذي يجمع عشائر شتى بواسطة المصاهرة أو الجوار والمصلحة المشتركة، وينتهي في القمة بالقبيلة التي تضم عدة بطون، تجمع بينها وحدة الدم والنسب. وفي بعض الحالات، تشمل القبيلة عددا من البطون التي لا تؤلف بينها وشائج النسب والدم، بل التحقت بها لسبب من الأسباب، فأصبحت معدودة منها بحكم الحلف والولاء.
لقد كانت الجماعات القبلية المغربية، خلال العصر الوسيط، تعيش على شكل وحدات صغيرة تندمج كل مجموعة منها في وحدة أكبر، وتندمج هذه الوحدات الأكبر بدورها في وحدة أكبر حتى وحدة القبيلة، تم الحلف القبلي.
تتمة الملف تجدونها في العدد 68 من مجلتكم “زمان”، يونيو 2019