برز محمد بن عبد الكبير الكتاني باعتباره من أشهر علماء زمنه، وتميز بآرائه الإصلاحية في الميدان السياسي، خاصة اعتماد الشورى في ما يحدد مصير البلاد. فهل كان ذلك سبب محنته؟
ارتبط اسم محمد بن عبد الكبير الكتاني بلحظة الانهيار التاريخي التي فقد فيها المغرب استقلاله وقرار مصيره. تجربة هذا العالم الصوفي تكاد تكون صورة معبرة عن المأزق الذي جعل الإصلاح مقترنا، في نفس الوقت، بتفادي الاحتلال الأجنبي. ففي سبيل الخروج من هذا المأزق، تحديدا، اضطلع الكتاني ومعه مجموعة من علماء فاس الذين كانوا يمثلون حينئذ فئة مؤثرة من فئات النخبة المغربية، بدور أساسي، يجوز تلخيص أهميته، إجمالا، في إقامة أسس نظام شوري يقيد السلطان، في علاقاته مع الخارج، بشروط معينة يرجى من ورائها حفظ سيادة البلاد. بيد أن الضغوط الأجنبية الخانقة، وثقل التقاليد المكبلة، جعلت تحقيق هذه النقلة المرجوة نحو نظام أكثر حداثة، مؤجلة إلى حين. وفي هذا السياق، كان الكتاني واحدا من ضحايا هذا الإخفاق، إذ دفع حياته ثمنا لما اعتبره البعض “جرأة” على السلطان، وإن كانت الأسباب الحقيقة لمحنته ما تزال موضع نقاش لدى المؤرخين المنكبين على هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ المغرب.
إسماعيل بلاوعلي
تتمة الملف تجدونها في العدد 44 من مجلتكم «زمان»