لم يقع أول اتصال رسمي بين السلاطين المغاربة وشرفاء مكة إلا بعد وصول الوهابية، التي كانت سندا شرعيا لآل سعود.
كان من الطبيعي أن تسكن أرض الحجاز، لما لها من قدسية، وجدان المغاربة منذ البدايات الأولى التي اعتنقوا فيها دين محمد. والواقع أن العلاقات ترسخت شعبيا، أكثر وعلى مدى قرون، من خلال مواكب الحجيج المغاربة، في الوقت الذي تبخل المصادر التاريخية بالحديث عن وجود علاقات بين الحكام هنا وهناك، ما عدا الإشارة إلى إرسال أسر مغربية حاكمة للهدايا إلى شرفاء مكة، مقابل تزكية شرعيتهم “الشريفة” في الحكم، خاصة في العصر المريني.
ويمكن القول إن أول تواصل رسمي لم يقع إلا في سنة 1811، عندما قرر السلطان العلوي المولى سليمان أن يبعث بوفد رسمي برئاسة ولده إبراهيم، ضمن ركب الحجيج الذي كان قد تعطل لعدة سنوات بسبب تشدد الوهابيين، الذين استولوا على الحرمين الشريفين بالحجاز، وأصبحوا يمنعون الحجاج من زيارة قبر الرسول، ويعتدون بالضرب على كل من حاول زيارة قبور الصحابة أو توسل إليهم بالدعاء.
يتطرق الملف، الذي تقترحه عليكم “زمان“، إلى العلاقات الأولى التي ربطت بين أهل المشرق وأهل المغرب، ابتداء بوصول المسلمين الأوائل وتصدي الأمازيغ لهم إلى أن اعتنق أغلب السكان المحليين الدين الجديد، إما كرها أو طوعا.
كما يتطرق الملف إلى كيف عمد الخليفة عبد المؤمن الموحدي، بعد نجاح حملته في إفريقية، إلى نقل قبائل عربية حجازية معه إلى المغرب الأقصى، «مستهدفا تحقيق غايتين اثنتين، أولهما الحد من شغب هذه القبائل بالمجال الإفريقي الذي تمت السيطرة عليه، وثانيهما خلق توازن للعصبيات في المغرب». وعلى نفس النهج تقريبا، سار المرينيون الذين عملوا على استقدام قبائل عربية، وثبتوا بعضها في أماكنها، في الوقت الذي أعادوا انتشار أخرى في مناطق كبلاد الهبط وتامسنا وسوس وتادلة…
هيئة التحرير
تتمة المقال تجدونها في العدد 62 من مجلتكم «زمان»