حرص المغرب كمملكة مسلمة، دائما، على أن تكون علاقاته مع الصين الشيوعية مبنية على الاحترام المتبادل، وكان من بين الدول العربية القليلة التي اعترفت بالجمهورية الشعبية، ودعمها في الأمم المتحدة.
وجمهورية الصين الشعبية؟ ما الذي قد يربط نظاما ملكيا وراثيا مسلما بجمهورية شيوعية ماوية؟ ما هو موقع العلاقات بين البلدين في ظل ما يعرفه العالم من تقلبات واستعدادات لتغيير الخارطة الدولية؟ وكيف تدبر الدولتان هذه العلاقات مع حث الخطى من البلدين ليكونا القوتين الأكبر في مجالهما وسياقهما، لتكون الصين زعيمة العالم، وليكون المغرب زعيم قارة إفريقيا؟ من المهم، بداية، القول إن الكتابات حول هذا الموضوع قليلة، وأن الدراسات والأبحاث حولها نادرة، يعزو ميمون مدهون المختص فيما سماه بـ“الصينولوجيا” ذلك إلى طبيعة النظام الصيني وعزوف الباحثين المغاربة عن دراسة كل ما له علاقة بالأنظمة الشيوعية، فضلا عما عرفته العلاقة بين النظام واليسار من توتر وتشنجات، دون أن نهمل عوامل أخرى كالبعد الجغرافي، والاختلاف اللغوي الكبير، والحواجز الثقافية، وغياب أي أرشيف يمكنه توفير مادة علمية للباحثين في هذا الباب.
التفاعل بين المغرب والصين على ندرته تاريخيا، لكنه يعود لماض بعيد، حين حل ابن بطوطة الرحالة المغربي الشهير منتصف القرن الرابع عشر الميلادي بهذه البلاد، وبقي بها ثلاث سنوات، مما جعله يتحدث بإسهاب عن تقاليد سكانها وعاداتهم وطقوسهم الدينية والاجتماعية، ورغم محاولات فرانسوا كزافيي فوفيل، مدير البحوث بالمركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي، التشكيك في وصول ابن بطوطة للأراضي الصينية، إلا أن أدلة كثيرة تدعم صدق دعاوى الرجل ودقة ما نقله.
محمد عبد الوهاب رفيقي
تتمة المقال تجدونها في العدد 102 من مجلتكم «زمان»