لم تخف الصين دعمها للمغرب في سعيه لنيل استقلاله واستكمال سيادته وإزاحة القواعد الأجنبية عن التراب المغربي، سواء من خلال الحماس الذي رافق مؤتمر باندونغ سنة 1955 أو الدعم القوي للمغرب لإزالة القواعد العسكرية الامريكية من البلاد.
لم يكن المغرب جاحدا لهذا الدعم، بل سارع إلى رد الجميل بما هو أجمل، إذ دأب منذ تأسيس وزارة الخارجية المغربية سنة 1956 على إقامة علاقات دبلوماسية مع الدول الصديقة، وتنبي سياسة خارجية قال عنها احمد بلافريج سنة 1958: “لقد تحررت سياستنا الخارجية فأصبحت لنا حرية التحالف والتعاقد، وأصبح من حقنا أن نفاوض في الميدان السياسي والاجتماعي والاقتصادي… ونعمل على ربط علاقات البلاد مع كثير من أقطار العالم وربط صلات ثقافية مع الشرق والغرب”.
يقول المؤرخ الطيب بياض أن موقف المغرب الداعم، في زمن التقاطب الدولي الحاد وصراع الإيديولوجيات، واختياره الوقوف إلى جانب الصين الشعبية، في مطلبها القاضي باستعادة العضوية داخل الأمم المتحدة، ذلك ليس تعبيرا عن عدم التبعية وعن الصداقة مع الشعب الصيني، بل تجسيدا عمليا لهذا النهج الديبلوماسي، في ظل امتحان عسير محكوم بالضغط الغربي على المغرب.
في نهاية الخمسينات سنة 1958، تحدث عبد اللطيف الفيلالي، رئيس الوفد المغربي عن النزاع القائم في الشرق الأقصى ومسالة الصين الشعبية. وطيلة السنوات والعقود التالية، لم يتوان المغرب عن دعم الصين والوقوف إلى جانبها أمام المحافل الدولية.