يعرف الجميع الثائر بوحمارة، بينما قلة تعرف آسره. ويعرف الجميع أحمد الهيبة، وقلة سمعت بقائد جيوشه. حتى الفرنسيون أنفسهم أخطؤوا نسبه فأسموه «الثائر الناجم بن مبارك أخ الهيبة»، بينما هو في الحقيقة ليس إلا «عبدا» بيع في سوق النخاسة، قبل أن يصبح محاربا فذا، وقائدا في الجيش المخزني.
لولا ما دونه العلامة المختار السوسي في الجزء العشرين، والأخير، من كتابه «المعسول» لما احتفظ التاريخ برجل اسمه الناجم الأخصاصي. حارب هذا الرجل بوحمارة سنين طويلة في منطقة شاسعة تمتد من فاس إلى وجدة ثم الريف، إلى أن أطاح به وقاده أسيرا على ظهر جمل إلى فاس. ولما سقط المغرب تحت الاحتلال انقلب ثائرا، فقاد حركة المقاومة في سوس تحت راية أسرة ماء العينين مدة 22 عاما. على أنه لم يكن في أول أيامه سوى مسخَّر يتنقل خادما بين الدور الكبيرة في الجنوب، قبل أن يمسك المجد من طرفيه. في سن الثانية والتسعين، جلس القائد الناجم الأخصاصي، بين يدي علامة سوس يحكي سيرته، «جلوسَ الشاب اللقِن الذي يستحضر كل ما مر به، فلا ينسى موقفا ولا شخصا ولا حديثا كأنما في صدره مسجِّل (مانيطوفون) عتيد، لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها». كان ذلك في أواخر سنة 1958، واستمر تدوين المذكرات قرابة شهر ونصف.
يقف المختار السوسي مشدوها أمام هذه «الشخصية العصامية الغريبة […] التي نشأت في اليتم والفقر، وفي الأمية وفي مسارح الغنم، ثم لم يدر عليها الفلك إلا قليلا حتى صار صاحبها من أبطال الجندية المقاديم […] ثم رأيناه لا يزال يعشق الحرب في كهولته كما كان يعشقها في شبيبته، فيطير إليها كلما سمع هيعة (صيحة حرب)، إلى أن جلله الشيب بين الصفوف وتحت بوارق السيوف، ثم لم يهدأ حتى لم يجد بعدُ معتركا بعد سبعين سنة من عمره».
خالد الغالي
تتمة المقال تجدونها في العدد 16 من مجلتكم «زمان»
السلام عليكم ورحمة الله بعد أن تصفحت المقال المنشور على مجلة زمان للقائد الناجم الأخصاصي الذي يعتبر من القادة المغمورين والشجعان الذي قل نظيرهم والذي رفض كل أشكال الإحتلال والخضوع للأجنبي وتنازل عن رتبته العسكرية كقائد الرحا أي برتبة كولونيل وكل مغريات الحياة وانضم لحركة الهيبة ماء العينين .
ملاحظة : إن الصورة التي تم نشرها في هذا المقال ليست للقائد الناجم الأخصاصي الصورة الحقيقية هي تحث يدي لمن أراد أن ينشرها فإني مستعد لتقديمها مع بعض الوثائق والرسائل الخاصة بالقائد .