توالت السفارات بين المغرب ودول أوربية خلال القرن 19. وكان كل طرف يحمل معه هدايا، بعضها كان من الغرابة بما كان.
اضطلعت السفارات والبعثات الدبلوماسية بدور كبير في دعم وتمتين العلاقات المغربية الأوربية خلال القرن 19 وقبله، وفي هذا الإطار، تقاطرت على الدول الأوربية عدد من الرحلات قادتها وفود دبلوماسية كان هدفها الوقوف على أهم القضايا التي كانت تشغل بال السلاطين المغاربة في علاقتهم مع جيرانهم الأوربيين، وفي المقابل استقبل البلاط المغربي عدد من السفراء الأوربيين.
لقد كان لقيمة الهدايا التي اصطحبتها تلك الوفود السفارية دلالات كبرى فيما يخص كسب ود الأوربيين وإقناعهم بمدى الثقة التي يجب أن يحظوا بها، إذ لا يمكن قراءة تلك الهدايا من باب البروتوكول الصرف.
وهكذا، وأمام الأخطار المحدقة بالمغرب خلال القرن 19 خاصة بعد هزائمه أمام كل من فرنسا في معركة إيسلي (1844) وإسبانيا في حرب تطوان ،(1860-1859) نشطت الدبلوماسية المغربية وتوجه عدة سفراء في مهام لدى الدول الكبرى لتوطيد العلاقات بين الطرفين والتذكير بضرورة احترام المعاهدات، وفي بعض الأحيان لإبرام الاتفاقيات التجارية ووضع أسس جديدة للتعاون الاقتصادي والعسكري. فقد وجه السلطان عبد الرحمان بن هشام السفير عبد القادر أشعاش في مهمة دبلوماسية إلى فرنسا سنة ،1845 وقد كانت الغاية من هذه السفارة إظهار التفاهم الطيب المستعاد بعد المعارك التي دارت في غشت من السنة الماضية.
نور الـدين أغوثان
تتمة المقال تجدونها في العدد 71/70 من مجلتكم «زمان»، غشت-شتنبر 2019