اعتبر جنان بنحليمة من الحدائق الخاصة للسلطان المولى الحسن وحريمه بمكناسة الزيتون، حيث كان مخصصا للنزهة والاستجمام وأخذ قسط من الراحة، قبل أن يصبح أول حديقة تجارب فلاحية.
ان جنان بنحليمة، في الأصل، من إنشاء السلطان سيدي محمد بن عبد الله (1757-1790)، يقع مدخله الرئيس بالقرب من باب الناعورة، جوار الباب الداخلية لقصبة هدراش. لم يعد هذا الباب يستعمل حاليا، ويتم الدخول إليه من جهة المخيم الذي تم إنشاؤه هناك حديثا.
أصبح الجنان، منذ بداية القرن العشرين، تابعا لمديرية الفلاحة لإجراء تجاربها فيه، وقد أحيط بالأسوار من كل جوانبه، وهو يضم قبة جميلة يعود إنشاؤها للسلطان المولى عبد الرحمان بن هشام (1822-1859)، بنيت كلها من الخشب وتعرف بقبة الخيمة، وهي تقع في الجهة الشرقية من هذه الحديقة السلطانية، محمولة على ساقية تم جلبها من واد بوفكران، وهي التي كانت تزود القصبة الإسماعيلية بالماء، وتحتوي هذه القبة على ثلاث مباحات، وتنتصب على أعمدة من الخشب ولها ثلاثة أجنحة، يتوسطها بهو وما يتبع ذلك من مرافق، وجُعل على الساقية المذكورة أمام المباح الجنوبي دولب يحمل الماء ويصبه في القنوات التي توصله إلى الخصة الواقعة أمام المباح المذكور، ثم يجري في غيرها من الفروع التي توزعه على بعض أجزاء الجنان، ثم إلى السقاية التي بأسفل قبة الخيمة، وكان يتم الصعود إلى هذه القبة بدرج، وفيما مضى كانت تحيط بجوانبها أبواب من الزجاج الملون، تنصب وقت حلول السلطان بمكناسة الزيتون، وتزال عند مغادرته إياها، وتحفظ بخزائن القصر القريب من هناك وهو قصر المدرسة، وقد استمر العمل على هذا النحو إلى نهاية الدولة العزيزية.
عبد المالك ناصري
تتمة المقال تجدونها في العدد 71/70 من مجلتكم «زمان»، غشت-شتنبر 2019