شكلت محاولة الانقلاب على الملك الحسن الثاني في سنة 1971 زلزالا سياسيا بكل المقاييس. لكن هل أثرت هذه المحاولة على ثقة الملك في من حوله، وكيف كان تصرفه في الأيام الموالية؟ مستشاره يتذكر هذه الأحداث، ويقول إن الحسن الثاني استقدم شخصا أجنبيا مخصصا لمائدة الطعام، لكي لا يفهم ما يدور حوله.
في جوابه عن عقدة الملك الحسن الثاني من محاولة الانقلاب الأولى سنة 1971، الشهيرة بانقلاب الصخيرات، أكد مستشاره السابق والراحل عبد الهادي بوطالب أن الحسن الثاني رغم أنه بدا غير متأثر أمامهم، إلا أن أول ما قام به، في ما يتعلق باللوجيستيك الداخلي للقصر، هو تغيير الشخص المكلف بتقديم الطعام.
يذكر بوطالب هذه الواقعة في معرض حواره الذي جمع بين دفتي كتاب “نصف قرن في السياسة”. ويقول عن الملك: “لقد كان حريصا على تبديد هواجس الأحداث وإشعار حاشيته وخاصته من حوله بأنه وضعها [أي عقدة الانقلاب] بين قوسين”. يضيف بوطالب: “عاد الملك إلى قصر الصخيرات آمنا مطمئنا، وقد اختار عن قصد فرنسيا يعمل بالمطبخ الملكي لتقديم الطعام لنا لأنه لم يكن يحسن العربية، حرصا من جلالته على ألا يتسرب شيء من حديثنا. وكان اسمه “بوريو”، وقد أصبح فيما بعد مديرا لفندق المامونية بمراكش”.
وكان الملك الحسن الثاني يعتبر محاولة الانقلاب حادثا بسيطا. يقول بوطالب في ذات الحوار: “بعد مرور أسبوع على المحاولة الانقلابية دعينا الى بيت الأمير مولاي علي الذي ازدادت له بنته لالة جمانة، وحضر الملك فنادى عليّ وعلى إدريس السلاوي وأحمد العراقي وقال لي: الأمور كلها انتهت، وما وقع في الصخيرات هو مجرد حادث سير لا قيمة له، لذا ينبغي أن تستدعي أعضاء مجلس النواب لتزيل عنهم الصدمة ويستأنف مجلس النواب أعماله”.