مرت الآن حوالي 56سنة على تشييد “طريق الوحدة” التي بادر إلى إطلاقها المهدي بنبركة. “زمان”. تعود للحدث والنبش في الخلفيات والأهداف.
في صيف 1957، عبأ المهدي بنبركة، العقل المدبر لحزب الاستقلال آنذاك، شباب المغرب من أجل مشروع بناء «طريق الوحدة» بين تاونات وكتامة. لم يكن الأمر مجرد تشييد طريق عادٍ كغيره، بل كان مبادرة بأبعاد سياسية وإيديولوجية واضحة، نسجت على شاكلة حملات التعبئة الشاملة في الأنظمة الاشتراكية. مشروع، بالتأكيد، لم تكن الدولة تنظر إليه بعين الرضا، رغم تبنيها له. منذ استقلال المغرب، لم يتوقف المهدي بنبركة على أخذ مبادرات على الصعيد الوطني تنافس المبادرات الحكومية. في هذا السياق نظم «دينامو المغرب»، كما كان يطلق عليه حينها، في صيف سنة 1957 أكبر تجمع شبابي، يشهده المغرب المستقل. حوالي 11 ألف شاب وقع عليهم الاختيار، من بين 50 ألفا أعلنوا تطوعهم استجابة لنداء أطلقه المهدي بنبركة، وانضم إليه الملك محمد الخامس. قدم هؤلاء الشباب من مختلف جهات المغرب للمساهمة في بناء طريق على مسافة 60 كيلومترا يربط بين مدينتي تاونات، في منطقة الحماية الفرنسية سابقا، وكتامة في منطقة النفوذ الإسباني. دخل هذا الحدث في تاريخ المغرب تحت ما عرف بـ«طريق الوحدة». كان للعملية، قبل كل شيء، بعد سياسي ورمزي، لكنها هدفت أيضا إلى فك القيد عن المنطقة المعزولة.
المعطي منجيب
تتمة المقال تجدونها في العدد 2 من مجلتكم «زمان»