شكلت الموسيقى عبر تاريخ المغرب شكلا أساسيا من أنماط الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية. وتطورت قوالبها واستعمالاتها تماشيا مع تقلب أوضاع البلاد أو هجرات الوافدين إليها. “زمان” تعرض قصة أصول الموسيقى بالمغرب وتطورها والإكراهات التي واجهتها، منذ حكم الأمازيغ إلى فترة الحكم العلوي.
في التاريخ القديم، يسجل المؤرخون أن العرب اليمنيين كانت لهم علاقات تجارية شتى مع كل من بلدان آسيا وشمال إفريقيا. أسهمت هذه التبادلات في إغناء ونقل بعض الأنماط الثقافية لعيش البلدان الشرقية إلى أفريقيا والجزيرة الإيبيرية كذلك، من بينها اللباس والموسيقى. ومثلما انتشرت الملامح الموسيقية بالشرق الأقصى كالهند والصين، فإنها بلغت كذلك أقصى المغرب، ويشير المؤرخون إلى أن ملامحها «ما تزال ماثلة في البنية المقامية لموسيقى سوس بالمغرب»، كما سيأتي تفصيله في السطور الآتية.
موسيقى الأمازيغ والعرب
كان لموجات الهجرة التي توالت على المغرب آثار بينة على الموسيقى وطرق عزفها، مما زاد في إثراء المنطقة وتنوع موسيقاها. وأسهم تواجد الفينيقيين والرومان في هذا التنوع في إطار الصلات والتبادلات التجارية الحاصلة بين الشعوب القادمة من الشرق من فارس ومصر وبين الأمازيغ بشمال إفريقيا. في هذا الصدد، أشار الرحالة الألماني هانز هولفريتز، في كتابه “اليمن من الباب الخلفي”، إلى وجـود تشابه كبير بين الموسيقى الأمازيغية وبين ألحان اليمن فـي الجنوب الغربي من شبه الجزيرة العربية.
غسان الكشوري
تتمة الملف تجدونها في العدد 74 من مجلتكم «زمان»، دجنبر 2019