مع بداية عشرينات القرن الماضي، عرف المغرب توافد مزيد من الأوربيين، خاصة الفرنسيين، الهاربين مما خلفته الحرب العالمية الأولى من مآسٍ، والباحثين عن حياة أخرى في المملكة الشريفة. توزع هؤلاء، للاستقرار، بين المدن الكبرى كفاس والرباط والدار البيضاء ومكناس. وفيما وفر لهم هوبير ليوطي، المقيم العام، كل الإمكانيات للانطلاق والنجاح في مقامهم الجديد، كان لهم مطلب آخر: إحداث إذاعة تمكنهم من الاستمتاع بالموسيقى والأغاني، والاستماع إلى الأخبار التي يمكن أن تنقل لهم مستجدات عالمهم القديم.
في غضون ذلك، أُحدِث ظهير شريف يوم 28 فبراير 1924، ينص على خلق إذاعة في المغرب، أو “راديو ماروك”، انطلاقا من العاصمة الرباط. وقع الاختيار على مكان في حي حسان لبناء المقر وتجهيزه بكل ما يتطلبه إطلاق إذاعة، فضلا عن تكوين الصحافيين والتقيين. بعد أربع سنوات، وهناك من حي حسان، وتحديدا من زنقة البريهي وهو الاسم الذي ما يزال يرتبط بدار الإذاعة إلى الآن، بُثّ أول البرامج يوم 13 أبريل 1928.
كانت أغلب البرامج موجهة للجمهور الأوربي، ومع ذلك لم تحقق راديو ماروك الإقبال المطلوب، إذ بعد عشر سنوات من إطلاقها، بيع 2650 جهاز، 19 منها، فقط، اشتراها مغاربة مسلمون. كانت راديو ماروك تبث، أيضا، برامج خاصة بالدين الإسلامي تتضمن تلاوة آيات من القرآن. وهنا بدأ نقاش آخر، في الخارج، حول جواز قراءة القرآن في المذياع، هل هو حلال أم حرام، على اعتبار أن المذياع قد يطلق في المقاهي ومحلات اللهو وأماكن لا تناسب كلام الله.
في خضم ذلك النقاش، رد الفقيه الإصلاحي المغربي محمد بن الحسن الحجوي بنص كان عنوانه “السر المذاع في جواز قراءة القرآن في المذياع”.
أي نتيجة
View All Result