قبل رحيله عن المغرب بحوالي خمسة أشهر، أطلق الماريشال هوبير ليوطي، يوم 14 أبريل 1925، تصريحا توقع فيه استقلال المغرب إلى جانب بلدان شمال إفريقيا. كانت فرنسا، حينئذ، قد انضمت إلى إسبانيا للقضاء على الريف “الثائر” بقيادة محمد بنعبد الكريم الخطابي، فيما حاول ليوطي أن يكون محايدا في القضية، مفضلا العمل على احتواء الخطابي، بدل شن حرب شاملة في المنطقة. أدرك ليوطي أن “أعداءه” في باريس، مدعومين بأصدقائهم في الدار البيضاء والرباط، سينخرطون في حملة ضده قصد إبعاده عن المملكة الشريفة. ولأن الماريشال كان يمتلك من الذكاء والموهبة، يجعلانه قادرا على استيعاب ما يحاك ضده، اختار الوقت المناسب لإعلان نواياه بطريقته الخاصة. ففي منصف أبريل 1925، استغل اجتماعا لمجلس سياسة الأهالي بالرباط، ليطلق “نبوءته الغريبة” التي جاء فيه: «بعد أمد قد يقصر وقد يطول، أتوقع، كحقيقة تاريخية، أن ينفصل شمال إفريقيا، المتطور والمتحضر والمستقل ذاتيا، عن فرنسا. لقد حرصت، دائما، على خلق روح موسومة بالصداقة والمودة بيننا وبين هذا الشعب (المغربي)… أردت أن نكون محبوبين من قبل هذا الشعب”. في باريس، وجد الذين “يكنون الكثير من الحب؟” للماريشال الوقت مناسبا لـ”القفز” على ذلك التصيرح، وإعلان نهاية عهد ليوطي في المغرب. وبسرعة، تجاوبت حكومة “الميتروبول”، وطلبت من ممثلها في الرباط المغادرة، وركوب أول طائرة.
هناك، اختار ليوطي أن ينهي الأمور بطريقته التي قد تمكنه من العيش بكرامة لما تبقى له من سنوات، في الوقت الذي بدأ المرض ينال منه. وبدل أن ينتظر رسالة من حكومة بلاده تبلغه فيها بنهاية مهامه، اختار أن يقدم استقالته يوم 24 شتنبر 1925.
أي نتيجة
View All Result