بقدر ما كان حزب الاستقلال ينتقد الصهيونية العالمية، بقدر ما كان يندد بما يعتبره تواطؤ مغاربة يهود مع إسرائيل، بل ويشكك في وطنية كل مسلم يبدي نوعا من التعاطف تجاه اليهود.
مما لا شك فيه أن أبرز الأسباب التي كانت من وراء نشوب حرب 1967 بالمنطقة العربية، تصاعد المد الثوري الوطني ضد الدول الاستعمارية، والذي واكبه تزايد في الشعور القومي العربي، بعد قيام الوحدة المصرية السورية خلال العام ،1958 ونجاح ثورة العراق في يوليوز من السنة نفسها، وانتصار الثورة الجزائرية في العام ،1962 زيادة على ثورة اليمن في السنة نفسها، الأمر الذي فتح المجال لخلق صراع بين الدول الاستعمارية الكبرى الداعمة لإسرائيل وعدد من الدول العربية.
والواضح أن الأحزاب السياسية المغربية القائمة آنذاك، لم تكن بعيدة عن تلك التطورات، حيث ظلت متتبعة لتفاصيل الصراع القائم بالشرق الأوسط، بحكم العلاقات التقليدية التي كانت تجمع ما بين بعض التيارات السياسية المغربية ومختلف التيارات السياسية العربية. كما كان حزب الاستقلال الأقرب إلى التوجهات العربية القومية، التي تزعمت موجة الأحداث في منطقة الشرق الأوسط.
القضية الفلسطينية ضمن الأولويات
هكذا، كان طبيعيا أن ينصهر حزب الاستقلال، بشكل قوي، ضمن الصراع القائم بالمنطقة العربية، وفقا لما كان يتوفر عليه آنذاك من آليات إجرائية متاحة محليا. فضلا عما كان متاحا له من إمكانيات بشرية وتنظيمية على مستوى تموقعه وتأثيره ضمن مجريات الفعل دوليا. فقد وظف الحزب جميع طاقاته في تتبع مجريات القضية الفلسطينية، مع مواكبته لوضعية المغاربة اليهود، الذين تم تهجيرهم إلى المنطقة منذ وقت مبكر.
محمد براص
تتمة المقال تجدونها في العدد 88 من مجلتكم «زمان»