استفادت سكساوة من موقعها الجبلي المرتفع لتحصين نفسها ضد الحكم المركزي، خاصة على عهد السلطان المريني أبي الحسن. واشتهرت المنطقة، الروحية، بزعيمتها الروحية لالة عزيزة.
تمتد أراضي سكساوة على السفح الشمالي للأطلس الكبير الغربي، تشمل تقريبا المجال الجبلي لمنطقة شيشاوة في الجهة الغربية من حاضرة مراكش، وهي عبارة عن حوض لوادي إسكساون، يحتمي بمرتفعات جبلية شاهقة، تتخذ شكل أسوار محصنة تحيط بالمكان من ثلاث جهات، يدعم ذلك الكثبان المترامية خاصة من جهة متوگة وحاحا. وتستمد هذه البلاد حاجاتها من المياه من وادي اسكساون الذي ينبع من جبل تيشكا .ورغم الحاجز الطبيعي الذي تشكله الجبال في وجه المؤثرات المناخية الرطبة التي يجود بها المحيط الأطلنتيكي، إلا أن المنطقة تستفيد بشكل دوري من أمطار السحب الكثيفة التي تحملها الرياح الآتية من الجهة الجنوبية الغربية، كما أن طبيعة سكساوة الجبلية جعلتها تتعرض لتساقط نسب مهمة من الأمطار والثلوج، خاصة في فصل الشتاء. وقد استفادت هذه البلاد من المياه الغزيرة التي يسرها لها موقعها الطبيعي، فكان ذلك حافزا للاستقرار البشري بها، ومهيئا لها لتسهم بأدوار حساسة في تاريخ المغرب.
موقع جبلي محصن طبيعيا
تنتصب جبال سكساوة بشكل ملفت للانتباه، ومن مميزاتها التحصينية أنها عبارة عن كتله متصلة من الجنوب والشرق والغرب، حيث تضم بين أحضانها منطقة سكساوة المحصورة بين جبل بويباون غربا، من ناحية دمسيرة، وجبل أفوزار شرقا من جهة إگدميون، وينساب وادي سكساوة قادما من الشمال في اتجاه الجنوب مشكلا صمام أمان للبلدة. وقد جعلت التضاريس المرتفعة المحيطة بالمجال منطقة سكساوة وكأنها مغلقة في وجه من يريد اقتحامها، غير أن ذلك لم يمنعها من الانفتاح على البلاد المجاورة لها، عبر ممرات تتخلل تلك الجبال التي لا يعرف مسالكها الوعرة سوى السكساويون.
عبد المالك ناصري
تتمة المقال تجدونها في العدد 88 من مجلتكم «زمان»