لحفظ ماء الوجه و ضمان ممتلكاته، صاغ السلطان المولى عبد الحفيظ في أكتوبر 1911 مقترحا للحماية يسلم فيه المغرب لفرنسا. “زمان” تكشف الستار عن هذه الحقيقة، وتبحث في فهم الظرفية التي تحكمت في وضع التصور الأولي لنظام الحماية في المغرب.
أسهب مؤرخون وصحافيون في الحديث عن كواليس توقيع معاهدة الحماية الفرنسية من طرف السلطان المولى عبد الحفيظ في 30 مارس 1912. هل وقعها عن طيب خاطر أم تحت الضغط؟ ما هو المقابل الذي حصل عليه نظير توقيعه على وثيقة تمنح لفرنسا حق حماية المغرب؟ هل فعلا باع مولاي عبد الحفيظ المغرب بـ500 ألف فرنك؟ هناك من المهتمين من يريد أن يفهم اللغز، ويتساءل كيف لسلطان جاء بديلا باسم الجهاد أن ينتهي موقعا على عقد الحماية الفرنسية للمغرب؟ كيف تغير سلم الأولويات في ظرف زمني لا يتعدى الخمس سنوات، من إدانة المولى عبد العزيز باعتباره متخاذلا متقاعسا عن جهاد النصارى في كل من وجدة والشاوية، ومعترفا بشروط “الخوزيرات”، إلى قبول التعاون والتعامل مع هؤلاء “الكفار” بل ومنحهم تأشيرة العبور لضمان شرعية احتلالهم للمغرب؟
بين الحديث عن ما حصل في اللحظات الأخيرة قبيل توقيع معاهدة الحماية، على سبيل التسوية والترضية، وما حصل في المغرب منذ تولي السلطان المولى عبد الحفيظ الحكم سنة 1908، لا ينتبه الكثيرون إلى مسألة مهمة ودقيقة، يتعلق الأمر بالمسودة الأولى لمعاهدة الحماية، من صاغها واقترحها وسعى إلى التفاوض بشأنها؟ أسئلة مازالت مطروحة إلى يومنا هذا.
الطيب بياض
تتمة الملف تجدونها في العدد 6 من مجلتكم «زمان»