قصة خربوشة هي حكاية امرأة من الرعية انتفض قومها ضد الظلم، فصارت شاعرة ثورتهم تجلس إلى المقاتلين، وتنشدهم قصائد الحماسة. ولم تذخر جهدا في تسليط لسانها على عدوها، عيسى بن عمر العبدي أحد أكبر قواد المغرب، قبل أن تدور على قومها الدائرة وتجد نفسها في سجن عدوها.
خربوشة أو حادة الزيدية أو حويدية أو لكريدة أو زروالة، هي كلها أسماء لامرأة واحدة طبعت نهاية القرن التاسع عشر بعد أن خلدتها الذاكرة الشعبية كأحد رموز الصمود، دفاعا عن قومها، ضد قائد متجبر اسمه عيسى بن عمر العبدي. فما هي قصتها؟ وكيف فتك القائد بقومها؟ وكيف وجدت نفسها سجينة في قبضة عدوها؟ وماذا كانت نهايتها؟
لم تكن انتفاضة أولاد زيد (قبيلة خربوشة)، منتصف سنة 1895، سوى حلقة من مسلسل الفتن والأهوال التي ضربت المغرب بعد وفاة السلطان المولى الحسن الأول، آخر كبار ملوك الإمبراطورية الشريفة. وبمجرد ما شاع خبر وفاة السلطان، وتولية المولى عبد العزيز أصغر أبنائه على العرش، حتى اشتعل المغرب تحت لهيب ثورات قبائل الرحامنة ودكالة وعبدة. لم تكن هذه القبائل تتحين إلا حدثا مثل هذا للانفلات من قبضة مخزن أثقل كاهلها بالضرائب والكلف. في ذلك الوقت، كانت البلاد تعيش تحت وطأة أزمة مالية خانقة منذ نصف قرن، واعتبر المخزن حينها أن أحد الحلول الأساسية يتمثل في فرض مزيد من الضرائب التي أصبحت المورد الأساسي لخزينة الدولة. وزاد الطين بلة تعسف القواد وممثلو المخزن الذي وسعوا نفوذهم وراكموا الثورات على حساب القبائل. هكذا، ثارت قبائل الرحامنة أولا، تلتها دكالة فأزمور.
خالد الغالي
تتمة المقال تجدونها في العدد 3 من مجلتكم «زمان»