لم تكن الشابة البريطانية إميلي كين تتوقع، بزيارتها لمدينة طنجة، أن تنقلب حياتها رأسا على عقب بعد الزواج من زعيم أحد أكبر الزوايا في مغرب النصف الثاني من القرن الـ19، وتقضي هناك حوالي 40 سنة توجتها بكتاب عن حياتها.
في خريف سنة 1872، وصلت إلى ميناء مدينة طنجة شابة بريطانية تدعى إميلي كين، واشتغلت مربية أطفال لدى عائلة أمريكية معروفة. قبل ذلك بـ23 سنة، ولدت هذه الفتاة في لندن لأب يعمل مديرا للسجن وأم من عائلة مسيحية معروفة. في إحدى السهرات، وقعت إميلي تحت أعين شيخ زاوية مهيبة، الحاج عبد السلام بن العربي الوزاني كبير الزواية الوزانية، فطلبها للزواج. كان هذا الزواج الأول من نوعه في تاريخ الزوايا بالمغرب، أغضب السلطان محمد بن عبد الرحمان، وأثار حنق علماء فاس، وأكسب صاحبه مزيدا من العداء دفعه ليرتمي في أحضان الحماية الأوربية. لكنه بالنسبة إلى “شريفة وزان”، وهو اللقب الذي باتت تحمله إميلي، بداية حياة جديدة في الإمبراطورية الشريفة، امتدت لأكثر من 70 عاما، عاصرت فيها ستة ملوك علويين. سنة 1911 أصدرت إميلي كين، في لندن، كتابا تحت عنوان “My Life Story” (قصة حياتي)، دونت فيه مسيرة 40 سنة عاشتها وسط المغاربة.
خالد الغالي
تتمة المقال تجدونها في العدد 1 من مجلتكم «زمان»