اعتقد المسيحيون، طويلا، أن الأوبئة “انتقام إلهي”. بل حتى وقت قريب، ألمحت تصريحات لرجال دين، وإن كانت معزولة، إلى الأصل الإلهي لداء “السيدا” الذي انتشر في ثمانينات القرن الماضي. “حتى في حقبة تفشي الأنفلونزا الإسبانية (1918-1919)، كان هناك شعور بأن المرض جاء عقابا على الخطايا منتشرا في البوادي”، تنقل وكالة “فرانس برس” عن المؤرخ المختص بالكاثوليكية كريستوف ديكي. وفي القرن التاسع عشر، عارض البابا ليون الثاني عشر (1823-1829)، الذي كان خلف إعادة العمل بمحاكم التفتيش الخاصة بمعاقبة الهراطقة وأنشأ معازل اليهود في إيطاليا، التلقيح ضد مرض الجدري لأن الشيطان وراء ذلك.
في حقبة الطاعون الأسود، خلال القرن الرابع عشر، أسهمت المواكب الدينية بأقدام حافية والقداديس في تفشي الوباء المميت الذي قتل بين ثلث ونصف الأوروبيين منذ 1348. ففي تلك المرحلة، كان متشددون يجلدون أنفسهم في الشوارع خلال المواكب الدينية للتوبة عن خطاياهم، لكن ممارستهم تلك كانت تزيد من مخاطر نشر الوباء من دون أن يعلموا.
كان ذاك التشدد الديني، ذاته، خلف مذابح ضد اليهود الذين اتهموا بتسميم الآبار لنشر المرض. ويذكر مؤرخون أن ممارسة ذبح القطط كانت سائدة اعتقادا بخرافة تقول إن القطط تجسيد للشيطان، وخصوصا السوداء منها بحسب أحد بابوات القرن الثالث عشر. وعلى مر القرون، بقي بابوات الكنيسة بمنأى عن الأوبئة، باستثناء البابا بينديكتوس الخامس عشر (1914-1922) الذي توفي بسبب الأنفلونزا الإسبانية. وقبله بقرون، قضى البابا بيلاجيوس الثاني (579-590) بوباء الطاعون الذي اجتاح حوض البحر الأبيض المتوسط.
أي نتيجة
View All Result