رحل العديد من الأنثروبولوجيين الأجانب الذين اشتغلوا على المغرب منذ ستينيات القرن الماضي، حيث توغلوا في المجتمع المغربي وعاشوا مع أهل القرى والحواضر، وتركوا كتبا وأبحاثا ما تزال اليوم مرجعا لا محيد عنها لفهم بنية وتركيبة المجتمع بكل مكوناته. أحد هؤلاء، ما يزال على قيد الحياة، من جيل الرواد الأنثروبولوجيين الأنجلوساكسونيين، هو الأمريكي ديل إيكلمان، الغني عن التعريف بإسهاماته وبكتابيه «الإسلام في المغرب» و«المعرفة والسلطة في المغرب» وبأعمال وأبحاث أخرى. في هذا الحوار الحصري، لأول مرة مع منبر إعلامي مغربي، يتحدث ديل إيكلمان عن بداياته الأولى في المغرب وكيفية اشتغاله على قضايا الدين والزوايا وكذلك عن احتكاكه برجال السلطة والسياسيين، فضلا عن قضايا وأسئلة تحتاج تسليط الضوء عليها لفهم تاريخ وحاضر المغرب.
في البداية حدثنا عن موطن نشأتك؟
ولدت في سنة 1942 بقرية إيفرغرين بارك (Evergreen Park)، وهي ضاحية تقع خارج حدود مدينة جنوب غرب شيكاغو. خلال الحرب العالمية الثانية وحتى أوائل الخمسينيات، كانت لا تزال هناك مزارع داخل حدود مدينة شيكاغو وكذلك في قريتنا. بعد عام 1945، سرعان ما تحولت المزارع لعقارات سكنية. كانت عائلتي، مثل العديد من جيراننا، تفتقر إلى السيارات والهواتف وحتى أجهزة التلفزيون حتى عام 1950 أو نحو ذلك. كانت ضاحيتنا مجتمعا للطبقة العاملة وكنت أول فرد في عائلتي يتلقى تعليما جامعيا.
كيف أصبحت مهتماً بالأنثروبولوجيا الثقافية؟
لم أكن أعرف حتى ما هي الانثروبولوجيا الثقافية إلى أن بلغت سنتي الجامعية الثانية في 1961-1962. وكنت قد جربت الدورات التمهيدية في مجالات أخرى، كالإنجليزية والجغرافيا والإسبانية، لكن شعرت فيها بالملل. في كلية دارتموث، كانت الأنثروبولوجيا باعتبارها تخصصا، انفصلت للتو عن علم الاجتماع وأصبح لها قسم خاص في الجامعة.
حاوره غسان الكشوري
تتمة الحوار تجدونها في العدد 80 من مجلتكم «زمان»