في 31 ماي الماضي، مرت سبعون سنة على نزول الأمير محمد بن عبد الكريم بميناء بورسعيد المصري. عودة إلى ذلك الحدث.
في يوم 31 ماي 1947، تناقلت وكالات الأنباء الدولية خبر نزول محمد بن عبد الكريم الخطابي من على ظهر الباخرة كاتومبا –ترفع العلم البنامي وطاقمها يوناني- التي كانت تقله من جزيرة لارينيون صوب مرفأ مرسيليا بفرنسا، وذلك أثناء رسوها بميناء بورسعيد المصري. ضمت القصاصات إقدامه على تقديم طلب اللجوء السياسي بأرض الكنانة، واستجابة الملك فاروق فورا ومباركة الحكومة المصرية للمبادرة. وفي تعاليقها عن النازلة، أسهبت كبريات الجرائد الدولية، على اختلاف منازعها، في تحليل تداعيات ما اعتبرته تطورا بارزا ليس فقط في مسار الزعيم، بل كذلك في طبيعة وجوهر العلاقات بين الدولتين الحاميتين، فرنسا وإسبانيا، وبينهما والحركة الوطنية المغربية والقصر السلطاني العلوي، وبين الجامعة العربية وفرنسا.
رحلة الأمير إلى منفاه
في فجر 27 ماي 1926، قرر زعيم الريف عبور منطقة التماس بين المنطقتين السلطانية والخليفية، مفضلا الاستسلام للفرنسيين لما يعرف فيهم من احترام وتقدير لزعماء المقاومة، ولإدراكه أنه لو وقع في يد الإسبان، فإن لا أحد يضمن حسن المعاملة، وربما قد يذهب الأمر إلى تصفيته بمعية مكونات مخزنه. وقد سبقت العملية مشاورات في حلقات متعددة، تم جراءها الاتفاق على عديد القضايا، من بينها قبوله بمبدأ الإبعاد عن أرض الوطن، والإحجام عن القيام بأي عمل ذي طابع سياسي من شأنه إثارة حفيظة إسبانيا والدوائر الاستعمارية في الشمال الإفريقي برمته.
محمد حاتمي
تتمة الملف تجدونها في العدد 48 من مجلتكم «زمان»
سبق تقديمه طلب اللجوء، أن شاع بين الناس في مصر، أن فرنسا المستعمرة قد شرعت فينفي الأمير الخطابي من بلادة إلى جزيرة لارينيون وهي جزيرة تابعة للسطات الاستعارية الفرنسية شرق مدغشقر في المحيط الهندي، حين علم المصريون خرجا في تظاهرات متقطعة على الشاطيء حول قناة السويس التي عرف أن السفينة تمر بها ، وتظاهر الناس منعا لاستكمال النفي وهو يمر بأرض مصر، واتخدت الإجراءات لنزوله بمصر ومنها تقديم الطلب المذكور إداريا، عاش الأمير واثنين من أخوانه معززا مكرما باعتباره حرا مناضلا في بلاده، أنا مصري وأتشرف بتواجد قبر الأمير في مدافن الشهداء بالقاهرة بجوار سكني.