يجمع الكثير من الإخباريين على أن أنفا هي النواة الأولى لمدينة الدار البيضاء، كان سكانها من المصامدة، وكانت في فترة ما إحدى المعاقل القوية للدولة المرينية.
أجمعت العديد من الدراسات أن التأريخ لمدينة أنفا يبقى مشوبا بالنقص بسبب قلة المصادر وتقطع معطياتها في الزمن وكثرة ثغراتها، وضياع جميع الشواهد الأثرية، مما يتعذر معه وصف المدينة خلال العصر الوسيط، ورسم لوحة متكاملة عن أنشطتها لتوضيح مكانتها ضمن النسيج الحضري المغربي آنذاك. والوصفان الوحيدان اللذان يمكن الأخذ بهما عن أنفا، هما لمؤلفين عاشا خلال أوائل القرن 16. أولهما المغربي الحسن الوزان (ليون الإفريقي) الذي زار أنقاض المدينة، والثاني الإسباني مارمول كربخال الذي نقل أغلب معلوماته عن الأول، رغم رؤيته لأنفا. وللأسف، ضاع الرسم الذي أنجزه الجغرافي البرتغالي “دوارطي باشيكو” للمدينة خلال المرحلة ذاتها، الذي كان بإمكانه أن يكون مفيدا.
الاسم والمجال والسكان
لا يعرف أصل اسم أنفا، فقد ورد اسمها عند الجغرافيين المغاربة باسم أنفا ونادرا باسم أنيفا، وكتب في المصادر الأجنبية بصيغ مختلفة من قبيل أنَفي وأنافي وأنافا ونيفي وأسماء أخرى محرفة ومهجورة مثل نيسا الذي ورد في وثائق قليلة جدا. وقد أصبح اسم أنفا متداولا مع ظهور برغواطة خلال مطلع القرن الثامن الميلادي، وشكلت رفقة سلا وأزمور وأسفي أهم مراكز المصامدة إبان العصر البورغواطي، الذي امتد زهاء ثلاثة قرون ونصف.
محمد ياسر الهلالي
تتمة المقال تجدونها في العدد 48 من مجلتكم «زمان»