اشتركت معظم الثقافات القديمة في الاهتمام بسؤال الحياة بعد الموت، واختلفت الاجتهادات في تخيل مآل الإنسان في العالم الآخر. في ما يلي جولة، مع سليمان مظهر، في أهم تلك التصورات.
يخوض سليمان مظهر رحلة شيقة مع تاريخ الأفكار الدينية في الثقافات الرئيسية التي وردت عنها شواهد وآثار في الشرق الأوسط والهند والصين. في مؤلفه “قصة الأديان” يستعرض الباحث مجمل الأسئلة التي طرحها رواد تلك الثقافات والإجابات التي سنتها مجتمعاتهم لصياغة رؤية للعالم والحياة، والحياة بعد الموت. ففي كل الثقافات طرح سؤال الحياة بعد الموت، لتختلف التصورات من معتقد لآخر. لئن اشتركت معظم الثقافات الشرقية في تخيل حياة ثانية يعيشها الميت بعد انتقاله لعالم آخر، فإنها اختلفت في تصور منطق يخضع الموتى لحساب يفضي بهم للجزاء أو العقاب. بعد أن برزت هذه الفكرة في الشواهد الدالة على معتقدات المصريين القدماء، تراجع الاهتمام بها في الاجتهادات التالية التي كونت معتقدات مجمل الثقافات التي نشأت في بلدان العراق وإيران والهند، وما انتشر منها في الصين وباقي أرجاء آسيا. عمليا، غاب تخيل هذا النوع من الحساب والجنة والنار عن تلك الثقافات، إلى أن عاد ليبرز على نحو أوضح في الاجتهادات التي أدخلها زرادشت على ما كان موروثا في عصره عن الأفكار البوذية وتفرعاتها المختلفة.
إسماعيل بلاوعلي
تتمة الملف تجدونها في العدد 48 من مجلتكم «زمان»