عمد بنو مرين إلى تعيين كبار قادة الجيش من القبائل المتحالفة، إلى جانب مجموعة من الأغزاز الأتراك والأندلسيين، وأيضا من المرتزقة المسيحيين.
يعتبر بعض علماء الاجتماع العسكري أن حجم التعويضات والامتيازات المادية المقدّمة للعسكريين مرتبطة بالأوضاع التاريخية والاجتماعية الخاصة بكل مجتمع ودولة، وتعكس موقع الجيش ومكوناته ضمن المجتمع الأوسع المحيط به. وفي حالة المغرب خلال العصر الوسيط، حيث اقترنت نشأة الدول التي تعاقبت عليه دائما بمنطق “الغلبة” و”القوة” التي تتحقق عن طريق إخضاع المجتمع لحكم المتغلب باستخدام القوة والسلاح، مثلما ارتبطت استمرارية هذه الدول بمدى قوة الجيش أو ضعفه، كان من الطبيعي أن يتبوء قادة الجيش مكانة متميزة ضمن باقي مكونات المجتمع والدولة، وأن تتعاظم مكانتهم باستمرار لحاجة الدولة إليهم في بداية تشكلها لبسط السلطة على المجال والعباد، وفي وسطها لطبيعتها العسكرية وحاجتها لمن يدبر مع السلطان حروبه وتنقله الدائم لفرض السلطة في المجال ومغالبة المتمردين، وفي نهايتها أيضا، بالضرورة، لكثرة من ينافسها على المجال والعباد من المتمردين والخارجين عن طاعتها والدول المجاورة.
حميد تيتاو ومحمد ياسر الهلالي
تتمة المقال تجدونها في العدد 79 من مجلتكم «زمان»