لا بأس أن نتأمل قليلا، ومن جانب ثقافي وربما سوسيولوجي، في مسائل دينية ودنياوية تهمنا وتخاطبنا مباشرة مثل الجنة والنار، لا كمثقفين فقط، بل، أيضا، كـ”مسلمين”.
لا نتحدث هنا عن الجنة والنار كرجال دين، ولا عن العالم الآخر كفلاسفة وميتافيزيقيين، وإنما كباحثين ندلي بملاحظات أولية حول هذا الموضوع، وانعكاساته على المستوى الاجتماعي، وخاصة التربوي.
ثنائيات كلاسيكية
ثنائية الجنة والنار، وما يتفرع عنها من ثنائيات (ثواب – عقاب، وعد – وعيد، نور – ظلام، خير – شر، فضيلة – رذيلة، مؤمن – كافر، حسنات – سيئات) نجدها، وإن بدرجات متفاوتة، في أغلب المعتقدات والديانات التي عرفتها البشرية.
قديما، آمن الفراعنة بالحياة الأخرى وبالخلود كما يدل على ذلك “كتاب الموتى”، وهو ما يفسر تحنيطهم لموتاهم وتجهيزهم لهم في قبورهم. كما يحكي بعض المهتمين بالميثولوجيا السومرية عن اعتقادات تخص الجنة بمياهها وخضرتها، والنار بلهيبها وحراسها الغلاظ. وللهندوسية تصور، مخالف تماما للجنة والنار، مرتبط بفكرتهم عن تناسخ الأرواح، وانتقالها جيئة وذهابا حتى تكتمل طهارتها.
أما اليهود، فيرون أن الجنة وُجدت في الأرض، في عدن، وتم طرد آدم منها بعد أكله من شجرة المعرفة. هكذا، يرون أن باب الجنة قد أُغلق، ولم يتبق سوى ملكوت لله في السماء، يدخله الأبرار من الخلق، لا كأجساد، ولكن كأرواح، لا أكل ولا شرب ولا جنس هناك… وفي المقابل، تكون جهنم بدخانها وضبابها عذابا لمن لا يؤمن بالله.
عز الدين العلام
تتمة المقال تجدونها في العدد 79 من مجلتكم «زمان»