كيف نظر الأوربيون إلى المغرب والمغاربة منذ قرون خلت؟ ماذا سجلوا عن طبائع المغاربة وسلوكاتهم ودينهم ومعتقداتهم، ولماذا اهتموا بذلك؟ ثم ما رأيهم في سلاطين المغرب وكيف صوروهم؟ “زمان” تعيد فتح “صفحات سوداء” مما سجله الرحالة والمستكشفون والباحثون الأوربيون عن الإيالة الشريفة.
كان للمغرب علاقات ومبادلات تجارية مع القارة الإيبيرية استمرت لعدة قرون. وعلى أرض الإيالة الشريفة، وطأت أقدام أوربيين عاشوا أو مروا منها، بينهم سفراء ورحالة وأسرى وتجار وباحثين. تفاوتت، بطبيعة الحال، نظرة كل واحد منهم تجاه ما شاهده، بحسب دافعهم وغايتهم والفترة التي تواجدوا فيها. وإذ من الصعب أن نعرج على تصورهم للمغرب والمغاربة بشكل شامل، تقف السطور التالية على ما سجله بعضهم.
تحفل كتابات الرحالة والسفراء الذين قدموا إلى المغرب بعدة أحداث لما رأوه وما سمعوا عنه. وترتبط أولها بالكتابات التي وصفت طبيعة المغاربة فنسجت حكايات بأنهم كانوا يصاعون الوحوش ويلبسون جلود الثعابين ويفترشون الأرض، فألصقت بهم صفات «حيوانية تغلب على طابعهم البشري». وصور الرحالة الأوربيون، في القرنين السابع عشر والثامن عشر، المغربي بأنه بدائي و”حيواني ومتوحش”. وفي فترات الصراع الديني ما بين الإسلام والمسيحية، انعكس تدافع آرائهم على المغرب، فحمّل شارل ديديي الإسلام مسؤولية “توقف الزمن” بالإيالة الشريفة، وانتصر لرحالة ألماني لمواقف معادية في رحلته المعنونة بـ”تمبوكتو” فوصف دين المغاربة بأنه «يعني التوقف والتوحش بينما تمثل المسيحية الحضارة والتقدم».
غسان الكشوري
تتمة الملف تجدونها في العدد 75 من مجلتكم «زمان»، يناير 2020