تحفل كتب التراث بنصوص تتطرق إلى الجنس وطرق الممارسة، وتنهل في ذلك مما جاء في النص القرآني ومما روي عن النبي محمد والصحابة.
يتطرق هذا الملف لجملة من القضايا التي تخص تراث الجنس ونظرة المسلمين له، وقد ارتكزت الكتابة فيه على صنفين من الكتب أولها كتب الباه وثانيها كتب النوازل، وإذا كان الجنس في هذه الأخيرة يحضر لماما، فقد كان موضوع الأولى بامتياز.
اهتمت كتب الباه بالثقافة الجنسية والتربية الجنسية والطب الجنسي والنفسي؛ فـ”علم الباه” هو علم باحث عن كيفية معالجة الضعف الجنسي، والمنبه لما يجب أن يفعله الزوجان من ممارسات ممتعة للجماع، والوقوف على أنواعه وطرقه وفنونه وغرائب أشكاله في إطار عام عرف بـ”آداب إتيان النساء”. وقد تضمنت هذه الكتب حكايات مغرقة في الوصف منعشة للمخيلة، عوضت غياب الفنون التصويرية، مهيجة لشهوة المحصن، ومشعلة لجذوة رغبته، داعية لتحسين العلاقة الجنسية والنفسية بين الزوجين وبالتالي إعمار الأرض. ولم تكن كتب الباه كتبا في المجون والخلاعة، وإن تضمنت بعضا منها.
كتبت في موضوع الباه، منذ القرن الثالث الهجري، عشرات التصانيف من قبل علماء وفقهاء وأئمة وقضاة وأطباء مسلمين، جمع بعضهم وأشهرهم بين معرفتهم بالدين وعلوم متعددة، خاضوا في هذا الميدان الشائك انطلاقا من مبدأ “لا حياء في الدين… لا حياء في العلم” من قبيل التجاني، والتيفاشي، والنفزاوي، والسيوطي وغيرهم. وفي هذه الكتب توليفة بين علوم الدين والدنيا، بين علم الحديث والفقه من جهة، وعلم الباه من جهة أخرى.
ياسر الهلالي
تتمة المقال تجدونها في العدد 22-23 من مجلتكم «زمان»