تبرز المصادر التراثية المهتمة بالجنس فوائد كثيرة للنكاح، بمعنييه الزواج والجماع. لا تقتصر تلك الفوائد على متع الدنيا، بل هي أساسا سبيل للاستمتاع بالأجر والجزاء في الآخرة..
اهتمت النصوص الإسلامية بتنظيم الكثير من تفاصيل الحياة اليومية للمسلم. إلى جانب العقيدة والعبادات والأخلاق… توفر بعض النصوص للمسلمين ما يشبه نظاما كاملا للسلوك اليومي من لحظة اليقظة إلى المنام. في هذا النطاق، تحتل الحياة الجنسية للمسلم حيزا مهما. الجنس ضرورة أساسية في حياة المسلم له فوائد دينية ودنيوية توضحها نصوص شرعية منسوبة للنبي وأخرى فقهية وكتب الباه… عادة ما تصادف قارئ الكتب التراثية المتمحورة حول الجنس عبارة “فوائد النكاح”، عنوانا لفصل كامل من فصول تلك الكتب. على أن النكاح في هذه المصادر يرد على معنيين، معنى الزواج أو “التأهل”، ومعنى الجماع أو ممارسة الجنس. لعل مرادفة مصطلح الزواج بمصطلح النكاح، لدليل على الأهمية التي كانت تعطى لممارسة الجنس باعتبارها غاية أساسية من غايات الزواج لتكثير سواد الأمة.
العزاب إخوان الشياطين
احتفظ الإسلام ببعض الإطارات الاجتماعية التي كان الجنس ينظم داخلها في الفترة السابقة على ظهور الدعوة الإسلامية، خاصة امتلاك الجواري، لكنه رفع الزواج إلى المرتبة الأسمى من ضمن تلك الإطارات، مقابل تحريم الزنى وتوارث الزوجات وتحريم أنواع عدة من الزواج وتحديد التعدد في أربعة زوجات فقط… وغيرها من الممارسات التي كانت سائدة في مجتمع النبوة، فأصبح الزواج في الإسلام الإطار الأساسي للجنس. ربما لهذا السبب ارتبط الحث عليه بالوعد بالجزاء في الآخرة. إنه “حصانة” من الانزلاق إلى الزنى وما يمكن أن يترتب عنه من مشاكل اجتماعية مرتبطة خصوصا بقضية اختلاط الأرحام، إذ كان سائدا أن يعير فلان أو علان بأن نسبه من جهة الأب غير معلوم، ويقلل من شأنه كونه لم يولد من أم حرة في إطار زواج، وكان ذلك كفيلا بخلق مشاكل قد تصل حد الاقتتال!
يونس مسعودي
تتمة المقال تجدونها في العدد 22-23 من مجلتكم «زمان»