توارثت قبائل بشمال المغرب، أبا عن جد، لعبة ماطا التي يتنافس فيها شبان القبائل للفوز بعروس من قصب تعدها فتيات القرية.
يعتبر العديد من الباحثين الانتروبولوجيين أن لعبة ماطا، التي اشتهرت عند قبائل عياشة وبني عروس وسوق الطلبة وجبل الحبيب وحد غربية وسيدي اليمني، ارتبطت بالعارف بـ لله القطب الجليل مولاي عبد السلام بن امشيش، الذي أعجب بها، أثناء زيارته لمسقط رأس الإمام البخاري مدينة بخارى، حيث عاين أناسها يتدربون على لعبة تقوم على الفر والكر، وتعرف هناك باسم «البوسكاشي».
يغلب على هذا الرأي الظن والانسياق إلى قاعدة استيراد كل ما هو مغربي من الخارج، مستكثرة على المغاربة حتى إمكانية ابتداع أشكال تنافسية وألعاب جماعية، ويبقى السؤال لم لا يكون القطب الروحي هو من نقل لعبة ما سيطلق عليها بـ«البوسكاشي» إلى آسيا الوسطى، لاعتبار بسيط حسبهم وهو منطق اللعبة الذي يعتمد عل الكر والفر، ناسين أن هذا الأسلوب مغربي أمازيغي خالص في المناكبة والحروب، وتم ذكره في ثنايا الاسطوغرافيا الإغريقية والرومانية.
ويصنف الباحثون لعبة ماطا كونها لعبة حربية بامتياز، دون أي دليل ما عدا أن اللعبة تعتمد الكر والفر بين الشباب المتنافسين. وفي هذا الصدد يمكن القول إن جميع أنواع اللعب تعتمد في حد أدنى منها قواعد من التدبير الحربي في ميدان اللعب كالدفاع والهجوم والتكتيك والمناورة.
عزيز قنجاع، باحث في التاريخ
تتمة الملف تجدونها في العدد 24من مجلتكم «زمان»