لجأ المغاربة، كغيرهم، إلى السحر لإيجاد أجوبة ما عن أسئلة مستعصية، كما لجأوا إليه بحثا عن الحب وعن رفيق للحياة، وأيضا بحثا عن السلطة والجاه.
ما يزال السحر حاضرا في مجتمعنا. من المؤكد أن مجاله ضاق كثيرا لصالح العلم والطب والعقلانية العصرية، لكنه لم يختف تماما من الثقافة الشعبية. ويحدث أن تظهر من حين لآخر حوادث، طريفة أو مأساوية، ترتبط بممارسات السحرة، وقد اهتم الرأي العام قبل بضعة أسابيع بحادثة من هذا النوع في مدينة سلا… لا يهدف هذا الملف الذي تقترحه عليكم “زمان” تفسير استمرار، أو تراجع، هذه المعتقدات الشعبية، ولا إصدار أية أحكام قيمية حولها. بعيدا عن ذلك يقترح عليكم الملف إضاءة هذا الجانب من التاريخ الثقافي الاجتماعي لبلادنا، باعتباره ظاهرة من الظواهر الاجتماعية ميزت ماضي شعوب كثيرة، ليس للمغاربة أية خصوصية فيها، وبكونه سبيلا من سبل فهم الذهنيات وتطورها، أو جمودها.
لأجل ذلك يطرح الملف السؤال حول الغايات التي كان يتصور أجدادنا تحقيقها من خلال السحر. ما هي الأغراض التي تدعي وصفات السحرة القديمة تلبيتها؟ كيف تتراوح هذه الأغراض ما بين حل المشاكل والهموم الفردية، وخاصة الحميمية منها، والاستشفاء من مختلف الأمراض، إلى مواجهة مخاطر الطبيعة ونوازع الشر البشرية، إلى الاغتناء وافتكاك الكنوز والثروات…
هيئة التحرير
تتمة المقال تجدونها في العدد 32 من مجلتكم «زمان»