لم يخضع المغرب للحكم العثماني، لكن الكثير من العادات التركية وصلت إلى الإيالة الشريفة انطلاقا من الجزائر.
الثابت تاريخيا أن الإمبراطورية الشريفة، أي المغرب، لم تخضع للإمبراطورية العثمانية، رغم بعض التحرشات التي قام بها الأتراك، أو بأمر منهم، انطلاقا من القطر الجزائري. حافظ المغرب على استقلاليته السياسية وخصوصيته التاريخية، ولكن الصلة لم تنفصل قط مع الآستانة، وهو المصطلح الذي كان يستعمل للتدليل على مركز القرار، إلى جانب الباب العالي، أو دار السعادة، باعتبارها قاعدة الخلافة.
في غمرة الصراع، الذي اكتسى طابعا دينيا منذ القرن السادس عشر ما بين العثمانيين والإسبان، كان من الطبيعي أن تميل قلوب المغاربة نحو الأتراك، ولكن حسابات السياسيين لم تكن تأخذ بعين الاعتبار تلك الأحاسيس، وكانت تتعامل بناء على حسابات برغماتية، تخشى النزوع الإمبريالي العثماني، وتتقرب من أجل ذلك إلى “العدو” المسيحي.
السعديون أول المتأثرين
لا شك أن الدولة المغربية التي تأثرت بالإمبراطورية العثمانية هي الدولة السعدية، بالنظر إلى طبيعة الصراع الديني الذي كان محتدما بين القوتين العثمانية والإسبانية، ومن دون شك أن مُضي كل من عبد الملك السعدي وأخيه أحمد قرابة ثماني سنوات في الآستانة، واستعانتهما بالأتراك لانتزاع الحكم من ابن عمهما المتوكل الذي استنجد بالبرتغال، حمل معه تأثير الدولة العثمانية. وإذا كان التاريخ لم يسعف عبد الملك أن يطبع حكمه بطابعه الخاص، فإن أحمد المنصور وسم المغرب بميسمه، وأسبغ عليه هويته السياسية والتنظيمية القائمة إلى الآن.
حسن أوريد
تتمة الملف تجدونها في العدد 72 من مجلتكم «زمان»، أكتوبر 2019