اعترف سلاطين مغاربة بأحقية العثمانيين في الخلافة الإسلامية، كما دعا خطباء بالنصر العثماني على المنابر، لكن ذلك لم يمنع المغرب من أن يدير سياسته الخارجية باستقلالية تامة.
كتب التاريخ التي تدرس بمدارسنا تؤكد على استقلال المغرب عبر تاريخه وعدم خضوعه لأي قوة أجنبية. بالنسبة للعثمانيين، يعلمنا التاريخ الرسمي أن السلاطين السعديين ثم العلويين رفعوا راية الخلافة بحكم شرف نسبهم، ولم يقبلوا في يوم من الأيام وصاية من سلطة أجنبية. رواية تاريخية غير دقيقة تماما وتحتاج إلى توضيح.
وصول العثمانيين
كان وصول العثمانيين إلى شمال إفريقيا عند بداية القرن السادس عشر جزءا من مشروع توسعي أشمل، بدأ ببلاد مصر في سنة 1516، ثم تبعته مدينة الجزائر في نفس السنة عندما قرر الأخوان عروج وخير الدين التحصن بمرسى الجزائر كقاعدة للجهاد ضد الإسبان الذين كانوا قد استولوا على العديد من الثغور بشمال إفريقيا بدءا بسبتة ومليلية إلى وهران وتونس وطرابلس. واعتبر العثمانيون أن وجودهم بسواحل شمال إفريقيا كان من أجل الجهاد ودرء الخطر المسيحي عن بلاد الإسلام بعد أن عجز حكامها المحليون عن ذلك. والواقع أن توسع العثمانيين في بلاد المغارب لا يمكن أن يعتبر “توسعا استعماريا” كما يصفه البعض، طالما أن أهل البلاد رحبوا بقدومهم، ورأوا فيه نصرا للإسلام وسبيلا إلى الخلاص من الاحتلال المسيحي.
محمد المنصور
تتمة الملف تجدونها في العدد 72 من مجلتكم «زمان»، أكتوبر 2019