فيلسوف، وشاعر، وروائي، وكاتب سيناريو، وقبل ذلك ناشط في الحركة الوطنية، خلال مرحلة الحماية. ذاق نصيبه من ويلات الاستعمار، فسجن وطرد من المدرسة. هو أول عميد مغربي لكلية مغربية، أسس اتحاد كتاب المغرب والجمعية الفلسفية المغربية، بل أسس لنفسه مذهبا فلسفيا أسماه «الشخصانية الواقعية». هو أيضا أول عربي يقبل ترشيحه لنيل جائزة نوبل للآداب. إنه محمد عزيز الحبابي.
في بداية سنة 1987، وضع أول عربي ترشيحه لجائزة نوبل للآداب. لم يكن هذا المترشح غير الفيلسوف المغربي المعروف، محمد عزيز الحبابي. جاء الترشيح بمبادرة من أصدقاء الحبابي، وتشكلت، في الرباط وباريس، لجنة دعم مغربية فرنسية. ضمت اللجنة أعضاء من اتحاد كتاب المغرب والجمعية الفلسفية المغربية، وأعضاء من جمعية الكتاب الفرنسيين. ترأس اللجنة عن الجانب المغربي قاسم الزهيري، سياسي ودبلوماسي معروف وأحد الموقعين على عريضة المطالبة بالاستقلال، ومحمد مصطفى القباج، الفيلسوف والمدير العلمي بأكاديمية المملكة المغربية حينها.
حشدت اللجنة دعما هائلا، ونظمت ملتقيات لدعم ملف ترشيح الفيلسوف المغربي، ونشرت المجموعة الكاملة لأعماله، وترجمت إلى الفرنسية والإنجليزية والألمانية والبرتغالية…إلخ. أتت الحملة أكلها: «وصل الحبابي إلى القائمة القصيرة لنوبل»، يقول محمد مصطفى القباج. كان ذلك في حد ذاته تشريفا كبيرا، غير أن الحبابي لم يفز بأرفع الجوائز العالمية التي ذهبت إلى الشاعر الروسي جوزيف برودسكي. بعد عام، كانت الجائزة من نصيب العرب، عبر الأديب المصري نجيب محفوظ.
الحبابي يختار فلسفته
ولد محمد عزيز الحبابي، في 25 دجنبر 1923 بفاس، وسط عائلة عالمة. فرغم أن والده كان تاجرا، إلا أن جده عثمان الحبابي كان رجل علم، يدرس التفسير في القرويين. ويرتبط الحبابي أيضا بقرابة مع شيخ الإسلام محمد بن العربي العلوي، أحد الأباء الروحيين للحركة الوطنية المغربية (زوج خالته). ولج الحبابي الكتاب صغيرا لاستظهار القرآن، ثم المدرسة الابتدائية قبل أن ينتقل إلى ثانوية مولاي إدريس بمسقط رأسه في فاس. بدأت ميولات الحبابي الفلسفية تظهر مبكرا.
خالد الغالي
تتمة المقال تجدونها في العدد 25 من مجلتكم «زمان»