«رأس سبارطيل» أول منارة بحرية في تاريخ المغرب، مر على تأسيسها أكثر من 150 سنة. عندما بنيت لم يكن المغرب يتوفر على أسطول تجاري أو عسكري. بناها السلطان محمد بن عبد الرحمان، ووقعت من أجل تسييرها اتفاقية دولية شاركت فيها 10 دول غربية. عندما أصبحت مدينة طنجة منطقة دولية، خلقت منارة «رأس سبارطيل» الاستثناء، وأفلتت من النظام الدولي.
يطل المغرب على أحد أهم المعابر البحرية في العالم، مضيق جبل طارق. إلا أن السواحل المغربية المطلة على هذا المعبر ظلت لفترة طويلة ضمن قائمة أخطرالمناطق على حركة الملاحة البحرية، بسبب التيارات القوية، وخطر الارتطام بالصخور الذي يتهدد السفن، خاصة ليلا، إذ لم يكن المغرب، حتى منتصف القرن التاسع عشر، يتوفر ولو على منارة واحدة لإرشاد السفن، على طول سواحله. في الواقع، لم تكن الإمبراطورية الشريفة حينها تتوفر على أسطول تجاري أو عسكري. مع تكرار حوادث غرق السفن، بدأت القوى الغربية الكبرى تفكر في حلول لتجاوز المأزق في هذه المنطقة التي صار يطلق عليها “مقبرة السفن”. فمنذ سنة 1849، طلب القنصل الأمريكي في مدينة طنجة من حكومة بلاده إيفاد سفينة حربية ترابط بالسواحل المغربية الأطلنتية والمتوسطية، لحماية ونجدة السفن الأمريكية.
إلا أنه لم يكن من الممكن الاستجابة لهذا الطلب، دون إثارة حفيظة القوى الأوربية، في سياق كان التنافس الاستعماري ميزته الأولى. وفي السنة الموالية، جاء الدور على المفوضية الفرنسية في المدينة نفسها، حيث شددت على ضرورة إنشاء منارة بحرية فوق منطقة رأس سبارطيل، وهي عبارة عن قمة صخرية جبلية في الساحل المغربي على بعد أربعة كيلومترات غرب مدينة طنجة.
خالد الغالي
تتمة المقال تجدونها في العدد 25 من مجلتكم «زمان»