تميزت السنوات الأولى لاستقلال المغرب باضطرابات سياسية وأمنية عنيفة، بين أطراف محلية وأجنبية، لكل منها مصالحه وبرنامجه للحفاظ عليها، وتصوره الخاص لمستقبل البلاد. من هي أهم أطراف الصراع السياسي في هذه المرحلة؟
غابت قوات الأمن والجيش الفرنسيين عن أزقة وشوارع العاصمة الرباط يوم 16 نونبر 1955 يوم عودة محمد الخامس إلى أرض الوطن، مدشنا بداية مسار الاستقلال. سهر المهدي بنبركة، القيادي آنئذ في حزب الاستقلال، على قيادة عناصر الحزب الذين نظموا الاستقبال الشعبي الحاشد للملك العائد من المنفى، لكن حضور هؤلاء وغياب أولئك يومها، لم يكن يعبر عن حقيقة المشهد الأمني والسياسي في مغرب ما بعد الاستقلال. لئن اختارت السلطات الفرنسية سحب قواتها في ذلك اليوم عن شوارع العاصمة، فإن الجيش وأطر الأمن والدرك الفرنسيين استمروا طويلا في البلاد ورغم توقيع معاهدات الاستقلال مع فرنسا واسبانيا في السنة الموالية. لم يكن حضور محمد أوفقير، الضابط في الجيش الفرنسي والمسؤول الأمني السابق في إدارة الحماية، كمن يزاحم بنبركة في مرافقة موكب محمد الخامس لحظة عودته من المنفى، سوى صورة مصغرة لهذا المشهد. يقدر المعطي منجب، في «الملكية المغربية والصراع على السلطة»، تعداد الجيش الفرنسي في المغرب بعد الاستقلال في 80 ألف رجل. كانت بعض ثكناتهم عرضة لهجمات جيش التحرير حتى بعد عودة محمد الخامس.
إسماعيل بلاوعلي
تتمة المقال تجدونها في العدد 14 من مجلتكم «زمان»