في 18 يناير 1957، أعلن عدي وبيهي، عامل إقليم قصر السوق، تمرده عن السلطة المركزية وهدد باستعمال السلاح، لترد حكومة محمد الخامس بعزله قبل أن يحكم عليه يوم 30 يناير بالإعدام.
عد خريف مضطرب، تخللته أحداث جسام، قرر الملك محمد الخامس في مستهل سنة 1957 والضبط بتاريخ 17 يناير، أن يخلد إلى قسط من الراحة، بالقيام بزيارة خاصة إلى الديار الإيطالية في ضيافة رئيس حكومتها، على متن باخرة تمخر من ميناء الدار البيضاء عبر مدينة برشلونة الإسبانية. سبق أن تم اختطاف طائرة القادة التاريخيين الجزائريين المتوجهين إلى تونس للقاء مغاربي في بحر شهر أكتوبر من قِبل القوات العسكرية الفرنسية بالجزائر، واضطُر الملك إلى العودة فورا إلى المغرب ليجد وضعا محتقنا جرّاء تظاهرات ساكنة مكناس ضد اختطاف الطائرة، تحولت إلى مواجهات عنيفة بين المواطنين المغاربة والجزائريين، من جهة، والفرنسيين المقيمين بمكناس وضواحيها مما أدى إلى مقتل عناصر عدة من المعمرين الفرنسيين وإلى وضع أمني وسياسي مشحون.
لم يدُر بخَلَد الملك محمد الخامس أنه وهو يغادر المغرب، ستعرف البلاد أكبر أزمة لها غداة الاستقلال، والتي تناسلت حولها التعابير، من تمرد عامل قصر السوق، إلى انتفاضة تافيلالت، إلى «القضية البربرية». كان الديوان الملكي قد أذاع على الأثير يوم 16 يناير بلاغا يخبر به في زيارة الملك إلى إيطاليا، ويعهد إلى ولي العهد الأمير مولاي الحسن بتدبير شؤون البلاد. وبتاريخ 18 يناير، أعلن عامل إقليم تافيلالت، أو قصر السوق، عدي وبيهي تمرده عن السلطة المركزية، مهددا باستعمال قوة السلاح.
حسن أوريد
تتمة المقال تجدونها في العدد 14 من مجلتكم «زمان»