عاش المغرب، خلال القرن التاسع عشر، هزيمتين متتاليتين. الأولى ضد فرنسا في عام 1844والثانية ضد الإسبان في عام .1860كانت الهزيمتان اعترافا بضعف البلاد على كل المستويات، وكان يمكن أن تشكلا صرخة للوقوف على مكامن الخلل، وأيضا على معالم قوة ”الآخر الكافر” ،الذي يتفوق علينا عسكريا وسياسيا وفكريا أيضا… وفيما بادر المخزن إلى القيام بإصلاحات عسكرية ومالية وإدارية محتشمة، واصل تردده في أن يبادر إلى إصلاحات سياسية واجتماعية، في وقت كانت تعوزه النخب القادرة على المواكبة أو اتخاذ المبادرة… لذلك، كان عليه أن ينتظر حتى مطلع القرن العشرين وهبوب رياح ما يعتمل في الشرق من اتجاهات فكرية، فيما تأثرت نخبه الأولى بالأفكار السلفية لمحمد عبده وجمال الدين الأفغاني…
هكذا، كانت السلفية هي ”الفكرة الكبرى” ،على حد قول حسن أوريد، التي هيمنت على النخب المغربية الأولى، وإن توزعت بين ”سلفية مخزنية تجديدية” و”سلفية وطنية جديدة”…
سادت هذه السلفية لردح من الزمن .ومع نهاية الحرب العالمية الثانية، وانخراط عدد من المغاربة في كسب العلوم من “الآخر الكافر”، بدأت تنفذ إلى البلاد الأفكار الاشتراكية والقومية التي مزجت بين الأفكار التحررية والمقاربات الماركسية. هنا، ظهرت نخب مغربية، أصبحت مؤثرة في محيطها المحلي والعالم الخارجي. ومع الاستقلال، برزت أسماء مغربية، توزعت اهتماماتها ومشاريعها، وأصبح صيتها يتردد هنالك.
يستعرض الملف، الذي بين أيديكم، أبرز الأسماء التي أثْرت الفكر المغربي، وأثّرت في الفكر الإنساني.
هيئة التحرير
تتمة المقال تجدونها في العدد 86 من مجلتكم «زمان»