وصفه الجابري بالرجل الذي حول السلفية في المغرب من سلفية وهابية الطابع إلى سلفية وطنية، كما نعته السوسي بـ”موقظ الهمم” .يستعيد هذا المقال أهم المحطات والمواقف في حياة ”أب الحركة الوطنية” كما وصفه الزعيم الاتحادي عبد الرحيم بوعبيد في أربعينيته.
لا شك أن البحث في حياة شيخ الإسلام محمد بن العربي العلوي ومساره الفكري والدعوي والسياسي، واستعادة أفكاره السلفية المستنيرة ومواقفه الوطنية والسياسية، مفتاح هام لفهم العلاقة الجدلية التي جمعت السلفية المتنورة بالوطنية المغربية نظرا إلى القيمة التاريخية والفكرية لهذه الشخصية المغربية، وإسهامها البارز في تحول الدعوة السلفية بالمغرب إلى حركة وطنية تدعو إلى التحديث والتحرر.
منذ زمن مبكر، وعت الحركة الوطنية المغربية أن نضالها من أجل التحرير السياسي الوطني ضد الاستعمار الأجنبي ينبغي أن يكون بشكل متواز مع النضال من أجل التحرير الثقافي والاجتماعي، والتحرر من الجمود الفكري والديني. لذلك، فإن تميز تجربة الحركة الوطنية المغربية بالربط بين “الوطنية“ من جهة و“السلفية“ من جهة أخرى، وظهور ما سمي في ما بعد بـ“السلفية الوطنية الجديدة“ لم يكن ليتم لولا وجود عالم سلفي وطني بقيمة شيخ الإسلام محمد بن العربي العلوي، الذي اعتبره المفكر المغربي محمد عابد الجابري في كتابه “المغرب المعاصر: الخصوصية والهوية… الحداثة والتنمية“: «الرجل الذي تحولت السلفية في المغرب على يديه من سلفية وهابية الطابع إلى سلفية وطنية مناضلة كونت الجيل الأول من الحركة الوطنية المغربية، وقدمت لهم الأساس الفكري لتطلعاتهم النهضوية التحديثية ومواقفهم السياسية النضالية».
حسام هاب
تتمة المقال تجدونها في العدد 86 من مجلتكم «زمان»