تعاطى المغاربة كثيرا وآمنوا بفكرة الأولياء الصالحين، منذ قرون طويلة، وآمن بعضهم رغم قلتهم بوجود وليات صالحات. لكن الأشد غرابة هو أن بعض الوليات الصالحات كن يمارسن الدعارة، بل ويتبرك بهن المغاربة عبر ممارسة الجنس.. إليكم الحكاية.
تتحاشى بعض المصادر التي اهتمت بمواضيع الأولياء التفصيل في حياة الوليات الصالحات في المغرب، رغم مكانتهن المحترمة لدى المغاربة. فيما بعضها، لا سيما من طرف الأنثروبولوجيا, الأجنبية تحدثت عنها بالتفصيل.
في كتابه عن “الصلحاء”، أفرد الأنثروبولوجي الفرنسي إدموند دوتي Edmond Doutté حيزا للحديث عن “دعارة الصالحات” في المغرب. هؤلاء الوليات، بحسبه، كانت لهن حياة مخالفة للزهد وأنهن كن يمارسن الجنس بطريقة منتظمة ومتواصلة. ومن أوضح الأمثلة: حالة لالة تافولت التي عاشت حياة زاهدة تبدلت فجأة إلى تهييج مرضاها أو زوارها. وكانت تجلس على جانب كوخها تغزل من غير صوف مغنية اغنية غريبة. وكان يعجب بجمالها كل المارة إلى درجة الاستفزاز.
يضيف هذا الأنتروبولوجي أن ضريح “صالحة” الموجود غير بعيد من آسفي مثال آخر، حيث كانت معروفة هي الأخرى بوفائها ونذر نفسها للمارة. كما يوجد على الطريق بين مكناس وفاس قبر لالة عائشة، التي تستضيف ضيوفها بنفس الطريقة. وتتشابه نفس الظروف كذلك بالنسبة لولية صالحة كانت “جالبة للفرح” اسمها البهجة.
بالإضافة لذلك، يورد إدموند دوتي نماذج أخرى لوليات مارسن الدعارة في الجزائر بالأوراس وفي ما يعرف لدى قبائل أولاد النايل، أو لدى نساء الغنانمة.
يؤكد الباحث أن الصالحات سمحن لأنفسهن بمعاشرة الرجال، كما أشار أن بعض الوليات كن يتشبهن بالرجال ويلبسن لباسهم.