حاولت كتب المناقب في العصر الوسيط أن ترفض حقيقة موت «ولي الله»، وإن كانت اعتبرت الموت تمنيا له وفرارا من فساد الزمان.
يُمَكِّنُ موضوع الموت من تسليط الضوء على ذهنيات المجتمع عبر كشف أحاسيس وتصورات الناس من خلال صورهم، وأساطيرهم، وقيمهم، وقياس درجة تطور الذهنية المغربية فيما يتعلق بالعادات والتقاليد الجنائزية من العصور الموغلة في القدم إلى وقتنا الحاضر.
وتساعد كتب المناقب في الكشف عن موضوع موت الأولياء في المغرب، علما بأن الحديث عن موتهم في هذا الجنس من الكتابة متشعب المواضيع، يمكن تقسيمه إلى ثلاثة أبعاد أساسية: أولهما يتمثل في الموت كحدث بطقوسه المختلفة بدءا من أسباب الموت، وأنواعه، والاستعداد المادي والنفسي والرمزي له، مرورا بالاحتضار، والوصية، وتجهيز الميت، والجنازة، وصولا إلى الدفن، والتأبين، وزيارة القبور. وثانيهما يخص الموت كفكرة، من ذلك مثلا صورة الموت والعالم الأخروي في الذهنية الجماعية، والانكباب على ما سمي بعلوم الآخرة (الحديث والتفسير)، وخوض بعض المغاربة في سجالات نظرية تتعلق بالجنة والنار والصراط والحوض… ويهم البعد الثالث أبعاد موت الولي، والرموز التي تحيل عليها. وهو البعد الذي تقتصر عليه هذه الدراسة.
محمد ياسر الهلالي
تتمة المقال تجدونها في العدد 12 من مجلتكم «زمان»