في سنة ،1951 تآمر بعض الباشاوات بقيادة الگلاوي مع الجنرال جوان على عزل السلطان ونفيه خارج المغرب .لم تنجح المساعي في تلك الفترة، رغم محاصرة القصر، لكنها كانت أول سيناريو لما حدث يوم 20 غشت .1953
خلال مشواره الطويل من الكفاح ضد المستعمر، عرف المغرب أشد أزمة سنة ،1953 وهي أزمة نفي سيدي محمد بن يوسف؛ حيث اضطربت أحوال البلاد أثناء غيابه. بيد أن هذه الأزمة سبقتها محاولة أولى للانقلاب على السلطان، هي التي عرفت بالمؤامرة الأولى على العرش والتي خلخلت العلاقات بين المغرب وفرنسا .وقعت هذه المؤامرة في مستهل سنة 1951 بشكل فعلي؛ حين حاصرت قوات الباشا الگلاوي والجنرال جوان قصر السلطان لأيام متواصلة وهددت بالتضييق عليه ونفيه. انطلقت أطوار الحكاية مع حدوث بعض المتغيرات نهاية الأربعينات، بدءا بتغيير المقيم العام إيرك لابون الذي قيل إن له نظرة إيجابية نحو المغاربة بحيث سمح للمنفيين للعودة للوطن والعمل بنوع من الحرية. وما إن تم استبعاده حتى انطلقت مسيرة الصدام بين الإدارة الفرنسية وبين السلطان والوطنيين. على إثر الخطاب الذي ألقاه محمد بن يوسف سنة 1947 بطنجة، اعتبرت الإدارة الفرنسية تصرفات السلطان بداية تحول وتحريض ضدها، فارتأت أن تأتي بمقيم عام جديد هو الجنرال جوان ذو الخبرة الطويلة في إيطاليا. يذكر الكاتب عبد اللطيف جبرو أن الجنرال جوان حين خلف إريك لابون في الإقامة العامة، «جاء بتعليمات صارمة ليدفع بالسلطان إلى وقف مقاومته لمشاريع الإصلاح التي جاءت بها الإقامة العامة. فقد كانت هذه الإصلاحات التي اعتبرت ديمقراطية في زعمهم، ترمي إلى إضعاف السيادة المغربية لصالح الفرنسيين المقيمين بالبلاد منذ سن معاهدة الحماية».
غسان الكشوري
تتمة المقال تجدونها في العدد 128 من مجلتكم «زمان»