بين محاولات التحديث والعصرنة، واجهت الثقافة المغربية مقاومات الأوساط التقليدية سواء الحاضرة وسط المخزن أو في صفوف الإسلاميين. قراءة في عقدين من الزمن من مسار الثقافة المغربية.
مثلت سنة 1999 لحظة هامة في المشهد الثقافي المغربي، حيث استقبلت فرنسا حدثا هاما في حجمه، يتعلق الأمر بـ”سنة المغرب” وهو تقليد في بلد يمنح كل سنة الفرصة للشعوب للحضور لتقديم ما يعتقدونه الأكثر تميزا في ثقافتهم. تعتبر فرنسا وجهة عالمية للفنانين والمثقفين والمصممين المعاصرين منهم أو التقليديين. كان الجميع حاضرا هناك وحريصا على عدم تفويت هذه الفرصة. دون أن ننسى أن الدولة المغربية تحاول دائما في هذا النوع من المناسبات إضفاء الطابع المخزني على الثقافة: الفنتازيا، نعال تقليدية، القفطان… لدرجة الذهاب إلى إعادة إنتاج نموذج من “جامع الفنا” في حدائق “تويليريس” الباريسية. هذا الحدث كان مفروضا أن يمثل حصيلة لأفضل ما أنتجته الثقافة المغربية، فقد جاءت سنة المغرب في فرنسا تسع سنوات بعد تلك التي ألغيت في عهد الرئيس فرانسوا ميتيران بعد كتاب “صديقنا الملك” لجيل بيرو والذي استقبل في المغرب بشكل فولكلوري.
في مثل هذه التظاهرات، تظهر سلطة المفوضين خصوصا الفرنسيين في اختيار الأعمال المشاركة، نفهم إذن أن المفوض العام المغربي لم يكن له أي دور على الإطلاق في اختيار الفنانين المعاصرين والحداثيين.
موليم العروسي
تتمة الملف تجدونها في العدد 71/70 من مجلتكم «زمان»، غشت-شتنبر 2019