لم يعرف المغرب الإرهاصات الفكرية، التي سبق أن عرفها العالم، إلا مع مطلع القرن العشرين، متأثرا بما كان يعتمل في الشرق والغرب، ومتوزعا بين السلفية والأفكار التقدمية.
من العسير أن نتحدث عن معالم فكر حديث في المغرب بالفهم المتواضَع عليه حول الفكر كنسق وتصور للعالم قبل بداية القرن العشرين. لم يُفض الحدثان البارزان اللذان هزا المغرب الحديث: هزيمة إيسلي سنة 1844 أمام الجيوش الفرنسية، وحرب تطوان سنة 1860 أمام إسبانيا، إلى تبلور فكر، رغم أن الفقيه المنوني يتحدث عن مظاهر يقظة المغرب الحديث في أعقاب حرب تطوان.
بدأت إرهاصات اتجاهات فكرية، أي أنساق وتصورات، مع مستهل القرن العشرين حين أخذ المغرب يتأثر بما كان يعتمل في الشرق والاتجاهات الفكرية التي كانت تتوزعه، بدءا من نهاية القرن التاسع عشر والتي كانت تحملها السلفية خاصة، مع كل من جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده.
السلفية: الفكرة الكبرى
تظل السلفية هي الاتجاه الفكري المهيمن في بداية القرن العشرين أو الفكرة الكبرى. لم تكن السلفية المغربية منفصلة عما ظهر في الشرق مع كل من جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده. ويعتبر أبو شعيب الدكالي، الذي سبق أن درس في الأزهر وجاور بالمدينة ودرّس بها، حامل مشعل فكر السلفية بالمغرب، واستطاع بالنظر إلى مهامه في الهيئة المخزنية كأول وزير للعدلية أن يزرع البذور الأولى منه. لكن بالنظر إلى التزاماته في الهيئة المخزنية وشح كتاباته، لم يكن له إلا فضل السبق .
حسن أوريد
تتمة المقال تجدونها في العدد 86 من مجلتكم «زمان»