اندثرت دار ابن مشعل، دون أن يُترك لها أثر، غير أن الذاكرة الجماعية، التي أرخت لاحتفالات سلطان الطلبة، احتفظت بها كدار ارتبطت بنشأة الدولة العلوية.
هناك أمكنة كثيرة بالمغرب اندثرت معالمها وبقيت أسماؤها حاضرة بيننا، سواء في نصوص مكتوبة أو خرائط مرسومة أو آثار مادية دالة عليها، وهذا ما ينطبق على ما يُعرف بدار ابن مشعل التي كانت عبارة عن قرية صغيرة تحتمي خلف جبال بني يزناسن بأراضي قبيلة بني أورمش، لا تفصلها عن بركان سوى عشر كيلومترات في الجهة الغربية منها، وتبعد عن مليلية في اتجاه الجنوب الشرقي بحوالي سبعين كيلومترا تقريبا. كما أشارت بعض الوثائق الإسبانية، التي تعود إلى القرن السادس عشر الميلادي، إلى أنها كانت على هيئة «قرية كبيرة بين تلمسان ومليلة على بعد عشرين فرسخا من مليلة» .استمرت هذه القرية عامرة بأهلها إلى حدود سنة 1690 حيث اختفت من الوجود، وقد أرخت هذه السنة لبعض الأحداث التي قد يكون لها صلة بذلك من قريب أو بعيد. ففي 10 نونبر منها، تم استرجاع مدينة العرائش من الإسبان، كما أنه في بحر هذه السنة ضرب المولى إسماعيل الحصار على مدينة سبتة. وتبعا لهذه المتغيرات السياسية والأمنية، عرف شمال المغرب، ككل، تبدلات أثرت على التجمعات السكانية المقيمة بتلك المناطق.
عبد المالك ناصري
تتمة المقال تجدونها في العدد 86 من مجلتكم «زمان»