تمتع الأشراف الحسنيون السجلماسيون، بدءا بمولاي علي الشريف جد الأسرة العلوية، بالنفوذين الاقتصادي والروحي، وكانت لهم الكلمة الفصل في الدعوة إلى الجهاد بالأندلس غير أن معاداة المخزن المريني لهم دفعتهم إلى الابتعاد عن الفعل السياسي إلى حين.
شكل موضوع البدايات الأولى للأشراف الحسنيين بسجلماسة، وانتقال واستقرار الجد الأعلى الحسن بن القاسم بين ظهراني أهاليها، موضع اهتمامنا. لكن أمام غياب نصوص واضحة وصريحة تحدد أبعاد هذا الانتقال والاستقرار وأهدافه، يستلزم منا نوعا من الشجاعة الفكرية والأدبية في طرح الأسئلة، والانطلاق من مجموعة فرضيات، من جملتها: هل فعلا كان لهذا الانتقال والاستقرار بعد ديني صرف، من قبيل ما أشارت إليه المصادر في التبرك وإحياء أشجار النخيل، وصد هجومات عرب المعقل صاحبة السيادة على مجالات تافيلالت؟ أم أنهما كانا وليدي خطة سياسية محكمة أفرزها واقع معين وظرفية خاصة؟ أم لهما علاقة بالرغبة في تكوين مشروع سياسي تحت إمرة أحد أفراد الأسرة العلوية ذات البعد التاريخي في مجال الصراع حول الحكم أخذا بعين الاعتبار دور “الرحلات الحجية“ في التاريخ السياسي المغربي في الدعوات السياسية وقيام الدول؟
وإذا كانت المصادر، التي تناولت أسباب انتقال جد الأسرة العلوية إلى سجلماسة واستقراره بها، ركزت في خطابها التاريخي على الجانب المناقبي، فيظهر أن تحليل التحولات التي طرأت على الأسرة نفسها منذ الاستقرار بسجلماسة إلى بداية تكوين الدولة، كفيل إلى حد ما بالإجابة عن تلك التساؤلات.
سعيد واحيحي
تتمة المقال تجدونها في العدد 42 من مجلتكم «زمان»