باستثناء ملحمتي واد المخازن ومعركة أنوال، اللتين كانتا مجرد قوسين صغيرين في تاريخ المغرب، فإن الهزائم العسكرية توالت لتسفر مع نهاية القرن 19 عن الخضوع للاستعمار.
تجمع المصادر الوسيطية على أن معركة «العقاب» كانت بمثابة بداية نهاية الوجود الإسلامي بالأندلس، فقد عبر عنها ابن عذاري بـ«الوقعة الشنيعة»، في حين وصفها ابن أبي زرع بـ«الكائنة المهمة والرزية العظيمة»، أما ابن خلدون فرغم أنه تجنب الحديث بشكل مفصل عن هذه الواقعة، إلا أنه لم يخف مدى تأثيرها على الجانب الإسلامي، فتحدث في هذا الصدد بما يلي: «فكانت الدبرة على المسلمين، وانكشفوا في يوم بلاء وتمحيص أواخر صفر سنة تسع وستمائة»، أما الحميري، فقد جاء في معرض حديثه عن موضع «العقاب»: «كانت في هذا الموضع وقيعة عظيمة وهزيمة على المسلمين شنيعة». وذكر صاحب «الحلل الموشية» أنه «في صفر سنة تسع وستمائة، كانت عليه وعلى المسلمين الهزيمة العظمى، التي فني فيها أهل المغرب والأندلس، الشهيرة بكائنة العقاب».
يبدو أن هذا الشعور بخطورة هذه الهزيمة على الجانب الإسلامي لا تعكسه فقط كتابات الإخباريين، ولكن تم التعبير عنه بشكل ضمني كذلك من طرف الجهاز الرسمي الموحدي من خلال رسالة اعتذار للخليفة «الناصر» في أواخر صفر من سنة 609هـ/ يوليوز 1212م.
هيئة التحرير
تتمة المقال تجدونها في العدد 4 من مجلتكم «زمان»